تشهد الولايات المتحدة انقساماً حاداً في توجهاتها السياسية بناءً على ارتباطها باقتصاد الوقود الأحفوري أو الطاقة النظيفة، في انتخابات 2024 تعززت سيطرة الجمهوريين في الولايات البنية ذات الاقتصادات المعتمدة على النفط والغاز، بينما استمر الديمقراطيون في الهيمنة على «الولايات الخضراء» التي تبنت نهجاً بيئياً أكثر صرامة، هذا التفاوت يعكس صراعاً أيديولوجياً بين دعم الصناعات التقليدية وتبني تحول الطاقة المستدامة.
تحالف الوقود الأحفوري والجمهوريين
تُظهر النتائج الانتخابية الأخيرة ميلاً واضحاً للولايات المعتمدة على الوقود الأحفوري نحو دعم دونالد ترامب والجمهوريين، فاز الحزب بـ26 من أصل 27 ولاية ذات مساهمات كربونية مرتفعة، حيث تعتمد اقتصاداتها بشكل كبير على النفط والغاز، كما أضاف الجمهوريون 4 مقاعد جديدة في مجلس الشيوخ من تلك الولايات، ما يعزز قبضة الحزب في المناطق الأكثر إصداراً للانبعاثات الكربونية، وفقاً لشبكة CNN.
ترامب بدوره وعد خلال حملته بإلغاء جهود الرئيس بايدن للحد من الانبعاثات وتسريع التحول نحو الطاقة النظيفة، مستجيباً لمطالب هذه الولايات التي يعتمد اقتصادها على الوقود الأحفوري.
الولايات الخضراء تحت قيادة الديمقراطيين
على الجانب الآخر، تمثل «الولايات الخضراء» مثل كاليفورنيا ونيويورك وواشنطن نموذجاً مختلفاً، إذ انخفضت معدلات انبعاثاتها الكربونية بفضل تحولها نحو اقتصاد ما بعد الصناعة. فازت كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية، بـ18 ولاية من أصل 23 ذات الانبعاثات المنخفضة، ما يعكس قوة الدعم الديمقراطي في هذه المناطق.
البراعم الخضراء في معاقل الجمهوريين
رغم التوجه المحافظ للولايات الجمهورية، بدأت الاستثمارات في الطاقة النظيفة تخلق فرص عمل جديدة هناك. فقانون خفض التضخم الذي أقرّه بايدن أسهم في إنشاء مئات الآلاف من الوظائف في قطاعات طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، وصناعة المركبات الكهربائية، حتى في المناطق ذات التوجه الجمهوري.
لوري لوديس، المديرة التنفيذية لمجموعة «قوة المناخ»، أشارت إلى أن تلك الوظائف «غير أيديولوجية»، مؤكدة أن العديد ممن يعملون في هذه القطاعات صوتوا لترامب رغم استفادتهم من السياسات الديمقراطية.
يكشف الانقسام بين «الولايات البنية» و«الولايات الخضراء» عن صراع سياسي واقتصادي يعكس تحولات كبرى في المشهد الأميركي، في حين يعتمد الجمهوريون على دعم معاقل الوقود الأحفوري، يعزز الديمقراطيون نفوذهم في الولايات التي تقود التحول نحو اقتصاد مستدام.
السؤال المطروح: هل يمكن للطاقة النظيفة أن تكون جسراً يوحّد هذه الانقسامات؟