قدرات الصين في صناعة روبوت بشري بتكاليف أرخص يؤهلها للهيمنة على السوق

shutterstock_2229125163
قدرات الصين في صناعة روبوت بشري بتكاليف أرخص يؤهلها للهيمنة على السوق
shutterstock_2229125163

إن الوعد بتحقيق فيلم «أنا روبوت» على أرض الواقع، حيث تتولى الآلات الأعمال المنزلية والرعاية الطبية، قد جذب تقريباً جميع شركات التكنولوجيا الكبرى في كل من الولايات المتحدة والصين للمراهنة على الروبوتات الشبيهة بالبشر.

استثمر جيف بيزوس، مؤسس أمازون، في شركة فيغر إيه. أي. الأميركية لتصنيع الروبوتات البشرية، وتخطط شركة ميتا لاستثمارات كبيرة في الروبوتات البشرية، ويتوقع إيلون ماسك أن يجني روبوته البشري «أوبتيموس» إيرادات تتجاوز 10 تريليونات دولار.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

قد يستغرق الأمر من خمس إلى عشر سنوات أخرى حتى تُحدث الروبوتات البشرية تأثيراً مجتمعياً حقيقياً، إلا أنه من المتوقع أن تحظى الإلكترونيات الاستهلاكية التالية باعتماد واسع من البشر، وفقاً لشي نينغ، أستاذ الروبوتات والأتمتة في جامعة هونغ كونغ، الذي صرح لشبكة سي إن إن «سيحتاج إليها الجميع، مثل السيارات والهواتف المحمولة، وسيكون حجم السوق المستقبلي هائلاً».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

توقعت شركة غولدمان ساكس العام الماضي أن تبلغ قيمة سوق الروبوتات الشبيهة بالبشر العالمية 38 مليار دولار بحلول عام 2035، وتشير التقديرات إلى أنه سيتم شحن 250 ألف وحدة من الروبوتات الشبيهة بالبشر، معظمها للاستخدام الصناعي، خلال خمس سنوات، بينما سيشتري المستهلكون نحو مليون وحدة سنوياً خلال العقد القادم.

تتطلع بكين إلى تكرار نجاحها في سوق السيارات الكهربائية، وأن تكون في طليعة هذا النمو، وتسعى جاهدة إلى ترسيخ مكانتها كقوة تكنولوجية عالمية والاستفادة من زخم الإنجازات التكنولوجية الصينية الأخيرة، مثل نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي ديب سيك الذي أذهل العالم في يناير، واستطاع تحدي القيود الأميركية على تصدير التكنولوجيا إلى الصين.

اللحاق بالركب

على الرغم من دخولها السباق متأخرةً عن منافسيها الأميركيين، يقول الخبراء إن الشركات الصينية استطاعت سد الفجوة بسرعة بفضل قدرتها الخارقة على تحسين سلاسل التوريد وخفض التكاليف.

وكما هي الحال مع السيارات الكهربائية، كانت تسلا من الشركات الرائدة القليلة في مجال الروبوتات البشرية عندما طرح ماسك مشروعه في عام 2021 وعرض نموذجاً أولياً لروبوت أوبتيموس بعد ذلك بعام، ومنذ ذلك الحين أعلنت بكين دعمها التمويلي لصناعة الروبوتات البشرية.

على مدار السنوات الثلاث الماضية، أعلنت حكومات محلية مختلفة، بما في ذلك مدن كبرى مثل بكين وشنغهاي وشنتشن، عن خطط لإطلاق صناديق استثمارية مخصصة لتطوير الروبوتات، بلغ مجموع قيمتها 73 مليار يوان (10 مليارات دولار أميركي) على الأقل، وفقاً لإحصاء أجرته شبكة سي إن إن.

نقص التقنيات الأساسية

وفقاً لتقرير بحثي صادر عن مورغان ستانلي الشهر الماضي، فإن نحو 56 في المئة من الشركات الداخلة في سلسلة توريد الروبوتات الشبيهة بالبشر تتخذ من الصين مقراً لها، لكن الصين لا تزال بحاجة إلى تحقيق تقدم كبير في «التقنيات الأساسية»، مثل رقائق المعالجات، وأجهزة الاستشعار عالية الدقة، وأنظمة تشغيل الروبوتات، لتقليل اعتمادها على التكنولوجيا الأجنبية، وفقاً لتشانغ دان، أستاذ الروبوتات الذكية والأتمتة في جامعة هونغ كونغ للفنون التطبيقية.

يعتمد العديد من مطوري الروبوتات الشبيهة بالبشر على منتجات شركة إنفيديا، عملاقة رقائق الذكاء الاصطناعي، لكن إدارة بايدن ومن بعدها إدارة ترامب أقرت قيوداً على تصدير الرقائق المتقدمة إلى الصين، كما تسيطر الشركات الأوروبية والأميركية واليابانية على المكونات عالية الجودة الأخرى، مثل أجهزة الاستشعار والمحركات، وفقاً لتقرير مورغان ستانلي.

وللتغلب على هذه العيوب، يسعى الموردون الصينيون بنشاط إلى التعامل مع شركة تسلا، حيث يرسل العديد منهم عينات من المكونات لمراجعتها من قِبل تسلا، وفقاً لبي. كيه. تسنغ، مدير أبحاث أول في شركة تريند فورس لتحليل السوق، «بعد أن تُورّد الشركات الصينية المكونات إلى تسلا، تُحسّنها بناءً على ملاحظات الاختبار، ثم تُقدّم الإصدارات المُحسّنة إلى الشركات المُصنعة الصينية، وهذا يخلق دورة من التطورات التكنولوجية المُستمرة، ما يُحسّن جودة صناعة الروبوتات البشرية الصينية بأكملها».

التنافسية السعرية

في حين لا تزال هناك فجوات تكنولوجية، فالتنافس السعري محسوم لصالح الصين.

طرحت شركة إنجين إيه. أي. الصينية روبوتاً من طراز PM01 أواخر العام الماضي بسعر 88 ألف يوان فقط (12,175 دولاراً أميركياً)، بينما سعر طراز يوني تري جي 1 G1، القادر على تنفيذ الحركات القتالية المُعقدة، 99 ألف يوان (13,697 دولاراً).

في المقابل، قدّر إيلون ماسك، العام الماضي، سعر روبوت أوبتيموس من تسلا بسعر يتراوح من 20 إلى 30 ألف دولار.

الأهم أن شركات صينية رائدة في مجال السيارات الكهربائية، مثل BYD وXPeng، دخلت مجال صناعة الروبوتات البشرية، مدعومة بسنوات من المنافسة الشرسة وحرب الأسعار في الصين، ما يرجح سيطرتها على أي حرب سعرية مستقبلية.