أبل تهدد هيمنة غوغل على محركات البحث بتطويرها لمحرك سفاري

أبل تهدد هيمنة غوغل على محركات البحث بتطويرها لمحرك سفاري (شترستوك)
آبل تهدد هيمنة غوغل على محركات البحث بتطويرها لمحرك سفاري
أبل تهدد هيمنة غوغل على محركات البحث بتطويرها لمحرك سفاري (شترستوك)

ضربت خطط أبل، لإضافة خيارات بحث مدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى متصفح سفاري، ضربة موجعة لشركة غوغل، بسبب اعتماد الأخيرة على مستخدمي آيفون الذين يستخدمون محرك البحث الخاص بها، في أعمالها الإعلانية المربحة بشكل كبير.

وتسبب هذا الخبر في هبوط حاد بأسهم شركة ألفابت، الشركة الأم لغوغل، التي أغلقت على انخفاض بنسبة 7.3 بالمئة، ما أدى إلى خسارة ما يقرب من 150 مليار دولار من قيمتها السوقية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

تدرس أبل بجدية إعادة هيكلة سفاري، نقلاً عن إيدي كيو، المدير التنفيذي لشركة أبل، الذي كان يدلي بشهادته في قضية مكافحة احتكار يوم أمس بشأن هيمنة غوغل على البحث عبر الإنترنت.

وقال كيو إن عمليات البحث على سفاري انخفضت لأول مرة الشهر الماضي بسبب لجوء المستخدمين بشكل متزايد إلى الذكاء الاصطناعي.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وأعلنت غوغل أنها واصلت رؤية نمو في إجمالي عدد عمليات البحث، بما في ذلك «إجمالي عمليات البحث الواردة من أجهزة ومنصات أبل»، وفقاً لبيان نُشر على مدونة الشركة.

وكتبت الشركة: «يرى الناس أن بحث غوغل أصبح أكثر فائدةً لمزيد من استعلاماتهم، ويلجؤون إليه لأشياء جديدة وبطرق جديدة».

وأشارت غوغل إلى أن ميزات البحث الصوتي والمرئي تُسهم في نمو إجمالي حجم البحث، ولم يتضح ما إذا كان كيو يستخدم أساس المقارنة نفسه في شهادته عند تحليل أنواع عمليات البحث.

ومع ذلك، تشير تعليقات المدير التنفيذي لشركة أبل إلى أن تحولاً جذرياً في مجال البحث على وشك الحدوث، ما يُهدد هيمنة غوغل على سوق البحث، وهي وجهة إعلانية مفضلة للمسوقين، والتي أصبحت الآن هدفاً لهيئات مكافحة الاحتكار الأميركية، التي رفعت دعوتين قضائيتين رئيسيتين ضد الشركة.

وغوغل هو محرك البحث الافتراضي على متصفح أبل، وهو منصب مرغوب فيه يدفع له أبل نحو 20 مليار دولار سنوياً، أي نحو 36 بالمئة من عائدات إعلانات البحث التي تُولدها من خلال متصفح سفاري، وفقاً لتقديرات المحللين.

ويُعدّ منع غوغل من دفع أموال للشركات لتكون محرك البحث الافتراضي من بين الحلول التي اقترحتها وزارة العدل الأميركية لتفكيك هيمنتها على البحث عبر الإنترنت.

قال جيل لوريا، المحلل في مكتب المدعي العام ديفيدسون: «إن فقدان غوغل للحصرية سيُسفر عن عواقب وخيمة على غوغل حتى في حال عدم اتخاذ أي إجراءات أخرى».

وأضاف لوريا: «يُدير العديد من المُعلنين جميع إعلاناتهم البحثية عبر غوغل، لأنها تُمثل احتكاراً فعلياً بحصة تُقارب 90 بالمئة لو وُجدت بدائل أخرى مُجدية للبحث، لكان بإمكان العديد من المُعلنين تحويل جزء كبير من ميزانياتهم الإعلانية بعيداً عن غوغل».

غوغل ليست مُحصنة

بعد أن اعتبرها النقاد مُتخلفة عن سباق الذكاء الاصطناعي بعد الإطلاق المُثير للجدل لتشات جي بي تي في أواخر عام 2022، لجأت غوغل إلى مواردها المالية لتمويل جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي والاستفادة من مخزونها الهائل من البيانات.

أدخلت الشركة «وضع الذكاء الاصطناعي» على صفحة البحث الخاصة بها في وقت سابق من هذا العام، سعياً منها للحفاظ على ملايين مُستخدميها من اللجوء إلى نماذج ذكاء اصطناعي أخرى.

وقامت غوغل مؤخراً بتوسيع نطاق «نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي»، وهي ملخصات تظهر أعلى الروابط التشعبية التقليدية لصفحات الويب ذات الصلة باستعلام بحث، للمستخدمين في أكثر من 100 دولة، وأضافت إعلانات مميزة، ما عزز مبيعات إعلانات البحث.

قال الرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي في شهادته خلال محاكمة لمكافحة الاحتكار الشهر الماضي إن غوغل تأمل في إبرام اتفاقية مع أبل بحلول منتصف هذا العام لتضمين تقنية جيميني للذكاء الاصطناعي في الهواتف الجديدة.

وذكرت شركة كيو التابعة لشركة أبل أنها ستضيف موفري بحث الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك أوبن إيه آي وبيربلكستي إيه آي، كخيارات بحث في المستقبل.

وقال يوري وورمسر، المحلل الرئيسي للإعلان والإعلام والتكنولوجيا في إي ماركتير: "تُظهر (خطة أبل) أيضاً مدى التطور الذي أحرزته مواقع البحث التوليدية، مثل تشات جي بي تي وبيربلكستي".

وأضاف وورمسر أن استعداد غوغل لدفع عشرات المليارات من الدولارات للبقاء محرك البحث الافتراضي يُظهر مدى أهمية هذه الاتفاقيات.

على سبيل المثال، أفاد تطبيق تشات جي بي تي في أبريل نيسان برصد أكثر من مليار عملية بحث أسبوعية على الويب باستخدام ميزة البحث، وتجاوز عدد مستخدميه النشطين أسبوعياً 400 مليون مستخدم، ابتداء من فبراير شباط.

(رويترز)