فيما يحاول العالم أجمع محاربة تهديدات الهجمات الإلكترونية، ترتفع الإحصاءات المتعلقة بالخسائر الناجمة عن هذه الهجمات خلال السنوات الماضية، إذ تضاهي حجم اقتصادات دول كبرى تُقدر بالتريليونات، مع توقعات متشائمة للعام الجاري. خسر العالم نحو 9.5 تريليون دولار في 2024 بسبب تزايد الهجمات الإلكترونية، ويتوقع أن تتوسع بؤرة الخسائر إلى 10.5 تريليون دولار سنوياً في العام الجاري، بزيادة قدرها 15 في المئة، وزادت حجم الخسائر بنحو 3 تريليونات دولار خلال السنوات العشر الأخيرة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ويمثل هذا أكبر خسارة للثروة الاقتصادية في التاريخ، متجاوزاً الأضرار التي تُلحقها الكوارث الطبيعية في عام واحد، ومتجاوزاً أرباح التجارة العالمية لجميع المخدرات غير المشروعة، حسب تقرير شركة بي دي إيمرسون للأمن السيبراني.
ويأتي ذلك فيما ارتفعت متوسط تكلفة خرق البيانات عالمياً إلى 4.88 مليون دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 10 في المئة عن العام السابق.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
تُشكّل الجرائم الإلكترونية تهديداً مستمراً، حيث تقع أكثر من 2328 هجمة يومياً، أي ما يعادل نحو 850 ألف هجمة إلكترونية سنوياً.
برامج الفدية أسرع تهديدات الجرائم الإلكترونية نمواً
برزت برامج الفدية كأسرع أشكال الجرائم الإلكترونية نمواً وضرراً مالياً، إنها تهديد خطير للشركات والأفراد على حد سواء، ومن المتوقع أن يتزايد تأثيرها بشكل كبير خلال العقد المقبل.
وبرنامج الفدية هو نوع من البرمجيات التي تمنعك من الوصول إلى جهازك والبيانات المخزنة عليه، وعادةً ما يتم ذلك عن طريق تشفير ملفاتك، بعد ذلك، تطلب المجموعة الإجرامية فدية مقابل فك التشفير.
من المتوقع أن تصل أضرار برامج الفدية العالمية إلى 57 مليار دولار بحلول عام 2025، بمعدل 109 آلاف دولار في الدقيقة.
من المتوقع أن تُكلف هجمات برامج الفدية الضحايا مبلغاً هائلاً قدره 265 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2031، مع وقوع هجوم جديد كل ثانيتين، وهذا يجعل برامج الفدية أحد أكثر أشكال الجرائم الإلكترونية ربحاً وانتشاراً اليوم.
الذكاء الاصطناعي عملة بوجهين
يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولاً سريعاً في مجال الأمن السيبراني، سواءً كأداة دفاع أو كسلاح في أيدي مجرمي الإنترنت، ومع ازدياد تطور الذكاء الاصطناعي تتزايد المخاطر، وبدأت الشركات تُدرك الطبيعة المزدوجة لهذه التقنية، لكن الكثير منها لا يزال غير مستعد للتهديدات التي تُشكلها.
يستخدم المهاجمون الذكاء الاصطناعي لتضخيم الخداع، ما يجعل الاحتيال أكثر قابلية للتوسع، وأكثر إقناعاً، ويصعب اكتشافه.
وفقاً لتقرير سوسيف حول اتجاهات الجرائم الإلكترونية لعام 2025، تعرضت 87 في المئة من المؤسسات العالمية لهجوم إلكتروني مدعوم بالذكاء الاصطناعي خلال العام الماضي، ويتزايد هذا التهديد، وعلى الرغم من تصاعد التهديد، لم تُطبّق 55 في المئة من الشركات ضوابط كاملة للحد من مخاطر حلول الذكاء الاصطناعي الداخلية لديها.
أفاد المنتدى الاقتصادي العالمي بأن 47 في المئة من المؤسسات تُشير إلى التطورات العدائية المدعومة بالذكاء الاصطناعي كقلقها الرئيسي بشأن الأمن السيبراني.
تحديات تواجه الشركات
مع تزايد تعقيد المشهد الرقمي، تواجه الشركات والمؤسسات موجةً متصاعدةً من تهديدات الجرائم الإلكترونية، مثل نقص العمالة، وارتفاع الاستثمار في الأمن السيبراني.
ارتفع عدد وظائف الأمن السيبراني الشاغرة عالمياً بنسبة 350 في المئة بين عامي 2013 و2021، أي من مليون وظيفة إلى 3.5 مليون وظيفة.
ومن المتوقع أن يظل العدد نفسه من وظائف الأمن السيبراني شاغراً بحلول عام 2025.
ورغم الجهود المبذولة لسد فجوة المهارات، لا يزال عدد الوظائف الشاغرة كافياً لملء 50 ملعباً تابعاً لدوري كرة القدم الأميركية.
في المقابل، تتوقع شركة جارتنر أنه بحلول عام 2028، سيساعد اعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي في سد فجوة المهارات، ما يلغي الحاجة إلى التعليم المتخصص في 50 في المئة من وظائف الأمن السيبراني على مستوى المبتدئين.
الإنفاق يتزايد مع زيادة الهجمات
ستؤدي الجرائم الإلكترونية إلى دفع الإنفاق العالمي على منتجات وخدمات الأمن السيبراني إلى 1.75 تريليون دولار أميركي بشكل تراكمي خلال الفترة الممتدة لخمس سنوات من 2021 إلى 2025.
وفقاً لشركة ماكينزي، انفق قطاع الشركات 213 مليار دولار على برامج الأمن السيبراني في عام 2024.