كشف عباس الهزيم، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة OTW MEDIA لإنتاج المحتوى الإعلامي لـCNN الاقتصادية عن توجه متزايد للعلامات التجارية نحو التعاون مع المؤثرين لأنهم لا يحققون فقط تفاعلاً أكبر بنحو 60 في المئة، بل إن كلفة التفاعل معهم أيضاً أقل بنحو 40 في المئة، ما يسمح بإطلاق حملات واسعة النطاق بميزانيات محدودة، وتحقيق معدلات تحويل أعلى من تلك التي تسجّلها الحملات المعتمدة على النجوم. إنتاجية ذكية
من دون شك أن
الذكاء الاصطناعي يعيد رسم ملامح المشهد الإعلامي والتسويقي، من خلال أدوات ترفع الإنتاجية وتوفر الوقت، بدءاً من تحرير الفيديو والمونتاج، وصولاً إلى تحليل سلوك الجمهور وتحديد أفضل توقيت للنشر، ومع ذلك لا تزال اللمسة البشرية هي التي تصنع الفرق الحقيقي وفق ما قاله الهزيم مشدداً على ضرورة الاستفادة من الأدوات الذكية والتكنولوجيا دون نسيان الطابع البشري للمحتوى.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وكشف أن استطلاعات الرأي تؤكد هذا التوجه الجديد، إذ إن 66 في المئة من المسوّقين لاحظوا تحسناً في أداء حملاتهم بعد استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، بينما أكد أكثر من 70 في المئة أن المهام الروتينية في مجال التسويق الرقمي ستصبح مؤتمتة بالكامل خلال السنوات القليلة المقبلة، «إلا أن هذه الأرقام لا تعني بالضرورة أن الآلة قد تفوقت على الإنسان، لأن الكفاءة لا تصنع وحدها التأثير، بل تبقى المشاعر والقصص الإنسانية في قلب أي حملة ناجحة».
عائد أعلى ونتائج أفضل
وأوضح أن البيانات تشير إلى أن العلامات التجارية تسجّل الآن عائداً استثمارياً أعلى عند التعاون مع المؤثرين الصغار، فعلى سبيل المثال أفاد 56 في المئة من المتسوّقين بأن المؤثرين الصغار أو المايكرو (بين 10- 100 آلف متابع) يتفوّقون على المؤثرين الكبار في العائد على الاستثمار.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وشرح أن المؤثرين الصغار يحققون انتماء أقوى للعلامة التجارية، ومعدلات تحويل أعلى، وعائداً استثمارياً أفضل، ما يجعلهم عنصراً حاسماً في استراتيجيات المحتوى الرقمي الحديثة.
وأفاد تسجيل حملة تسويقية رقمية في عام 2024 والتي اعتمدت على 211 مؤثراً صغيراً عائداً استثمارياً على المحتوى المروج عبرهم بلغ 1300 في المئة، أي ما يعادل 13 دولاراً مقابل كل دولار أنفق مقارنة بعوائد لا تتعدى 3 أو 5 أضعاف في حملات التسويق مع المؤثرين الكبار، وهو ما وصفه بالعائد المؤثر.
وقال الهزيم إن الجمهور الأصغر عادةً ما يُظهر معدلات تحويل أعلى إذ تُظهر الدراسات أن المؤثرين المايكرو يمكن أن يحققوا معدلات تحويل مبيعات تصل إلى 7 في المئة، أي أكثر من ضعف متوسط المؤثرين الكبار (الذي يبلغ نحو 3 في المئة).
ولفت إلى أن التعاون مع عدد كبير من المؤثرين الصغار يسمح بزيادة فعالية الميزانية، فبينما قد يكلّف المؤثر الكبير آلاف الدولارات مقابل منشور واحد، يمكن التعامل مع العشرات من المؤثرين الصغار بنفس التكلفة أو أقل.
ويصل برأيه متوسط التكلفة لكل تفاعل مع المؤثرين الصغار نحو 0.20 دولار، مقارنة بـ0.33 دولار مع المؤثرين الكبار أي توفير بنسبة 40 في المئة في كلفة التفاعل الواحد، والمحصلة إنفاق أقل، وتفاعل أقوى، وعائد استثماري أعلى.
الأصالة والمصداقية أولوية
وعزا عباس سبب ذلك إلى أن المحتوى الذي يقدمه غالباً المؤثرون الصغار والقائم على أسلوب أشبه بسلسلة وثائقية مصغّرة، يعكس الحياة اليومية، والقيم، والثقافة المحلية، هذا التنوع في الأسلوب واللغة والرسائل يمكّن العلامات التجارية من دخول المجتمعات بأسلوب أكثر أصالة وواقعية، لا سيما لدى الفئات الشابة والأسواق العالمية، إذ يعتبر هؤلاء المؤثرون الصغار «أبطال الحياة اليومية» الذين يحققون تفاعلاً وشعوراً بالتقارب يفوق ما تحققه الإعلانات النمطية مع المشاهير.
يسهم المؤثرون الصغار اليوم في إعادة تشكيل الاقتصاد الرقمي من خلال بناء علاقات قائمة على الثقة مع الجمهور، وبمستوى واسع النطاق، وتتحول العلامات التجارية تدريجياً إلى تخصيص ميزانياتها لهم، لأن الجمهور بات يرفض الطابع التجاري والمصطنع للحملات الكبرى، فعندما يشاهد المستخدمون العاديون منشورات مدفوعة تتجاهل قيم المجتمع الأصلي، فإنهم يعزفون عنها، بينما يحتفظ المؤثرون الصغار بالإحساس الذي يعزز التفاعل ويمنح الثقة، ويزيد من فعالية التسويق.
ورغم القدرات التقنية المذهلة التي تقدمها أدوات الذكاء الاصطناعي —مثل التعديل الفوري، وتحسين المحتوى، وتحليل الاتجاهات— فإنها تبقى عاجزة عن خلق الإحساس الذي يمتاز به الإنسان ولا يمكن استبداله برأي الهزيم «فمن يعرف كيف يوظف الذكاء الاصطناعي في خدمة السرد الإنساني، سيكون هو الرابح في سباق التأثير الرقمي».