أكد محمد عبد الله القرقاوي، نائب رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، أن التسارع التكنولوجي الهائل يفتح أمام العالم آفاقاً واسعة من الفرص الواعدة.
وتهدف الفرص إلى تنمية القطاعات الاقتصادية والمستقبلية، وتعزيز قدرة الحكومات على مواكبة التحولات وتوظيفها لخدمة المجتمعات.
وأضاف أن الجاهزية لتكنولوجيا المستقبل والقدرة على توظيف تطبيقاتها المتنوعة أصبحتا معياراً مهماً لنجاح المؤسسات الحكومية والخاصة، والأفراد في تصميم وصناعة المستقبل، وسنواصل دعم الشراكات الدولية الفاعلة والجهود البحثية والعلمية لاستشراف التوجهات المقبلة والفرص التكنولوجية.
جاء ذلك بمناسبة إطلاق المنتدى الاقتصادي العالمي بالتعاون مع مؤسسة دبي للمستقبل لتقرير «أفضل 10 تقنيات ناشئة لعام 2025» الذي يُسلّط الضوء على أبرز التقنيات والتطبيقات الحديثة التي ستسهم برسم صورة متكاملة لما سيكون عليه العالم في السنوات والعقود القادمة.
وأضاف محمد عبد الله القرقاوي أن هذا التقرير يهدف إلى تعريف قادة الحكومات والشركات وصُنّاع السياسات والمستثمرين ورواد الأعمال والمبتكرين حول العالم بأهم التطورات التكنولوجية والعلمية التي ستشهد انتشاراً وتوسعاً أكبر خلال السنوات المقبلة.
ويشير تقرير «أفضل 10 تقنيات ناشئة لعام 2025» إلى العديد من الأولويات التي يجب التركيز عليها خلال الفترة المقبلة، بما في ذلك تعزيز الصحة والاستدامة والتكامل التكنولوجي ومواصلة الابتكار وتطوير حلول فعّالة والتركيز على جاهزية البنية التحتية المجتمعية لتوسيع نطاق هذه التقنيات وتحقيق أثرها المتوقع.
وتم اختيار التقنيات الواردة في التقرير وفق مجموعة من المعايير، تشمل حداثتها ونضجها وإمكاناتها الواعدة في تحقيق فوائد مجتمعية ملموسة وتعزيز القدرة على مواكبة التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم.
وشاركت مؤسسة دبي للمستقبل هذا العام للمرة الأولى في إعداد هذا التقرير السنوي الذي أطلقه المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2011، وأسهم في إعداد محتواه أكثر من 300 من الخبراء والعلماء والباحثين والمستقبليين من حول العالم.
وركّز فريق الأبحاث في مؤسسة دبي للمستقبل على إبراز التأثير المستقبلي لهذه التقنيات على المدى الطويل، واستكشاف التحولات المتوقعة إذا وصلت هذه الابتكارات إلى إمكاناتها الكاملة، ودعم الخبراء وصُنّاع القرار في فهم الإمكانيات الواعدة للتقنيات الحديثة، وإلهامهم للتفكير في أفضل سبل توظيفها وتطبيقها على أرض الواقع.
وتشمل التقنيات الناشئة التي تضمنها تقرير «أفضل 10 تقنيات ناشئة لعام 2025»: توظيف الطاقة المستدامة في تحويل النيتروجين الأخضر، واستخدام أدوية الأمراض المزمنة لعلاج الأمراض العصبية، والتقاط الطاقة من نقاط التقاء المياه المالحة بالمياه العذبة، والتكامل بين أجهزة الاستشعار المتصلة لمشاركة المعلومات فورياً، وتصنيع الإنزيمات النانوية في المختبرات، وتكنولوجيا المستشعرات الصغيرة والذكية التي يمكنها رصد التغيرات الصحية أو البيئية، والتقنيات النووية المتقدمة لإنتاج الطاقة النظيفة، والعلامات المائية الخاصة لمحتوى الذكاء الاصطناعي، واستخدام بكتيريا مفيدة مصممة لتقديم العلاج من داخل الجسم، ومكونات البطاريات المتقدمة من حيث قلة الوزن وتخزين الطاقة.
وتكمن أهمية تكنولوجيا تثبيت النيتروجين الأخضر في قدرة الطرق الجديدة لإنتاج الأسمدة باستخدام الكهرباء بدلاً من الوقود الأحفوري على تقليل التلوث وانبعاثات الكربون، وتعزيز استدامة زراعة الغذاء.
وأشار التقرير إلى أن الأدوية التي استُخدمت في الأصل لعلاج السكري وفقدان الوزن تظهر نتائج واعدة في إبطاء أمراض مثل ألزهايمر وباركنسون.
وعلى هذا الأساس، يمكن أن تُقدّم مُثبطات «GLP-1» للأمراض العصبية التنكسية أملاً جديداً للمرضى، في ظل عدم وجود خيارات كثيرة متاحة اليوم.
ويمكن لأنظمة الطاقة التناضحية إنتاج كهرباء نظيفة من خلال التقاط الطاقة من نقطة التقاء المياه المالحة بالمياه العذبة، وتمثّل هذه التكنولوجيا فرصة واعدة لتوفير طاقة ثابتة في المناطق الساحلية.
كما يمكن لشبكات أجهزة الاستشعار المتصلة أن تتكامل لمساعدة المركبات والمدن وخدمات الطوارئ على مشاركة المعلومات بشكل فوري، ما يسهم في تحسين مستويات السلامة وتخفيف الازدحام المروري وتسريع الاستجابة للأزمات والحوادث.
وتعمل هذه المواد المُصنّعة في المختبر كإنزيمات طبيعية، ولكنها أقوى وأرخص وأسهل استخداماً، ويمكنها تحسين الاختبارات الطبية، وتخفيف التلوث، ودعم التصنيع الآمن.
وأشار التقرير أيضاً إلى تكنولوجيا المستشعرات الصغيرة والذكية، التي يمكنها رصد التغيرات الصحية أو البيئية، دون الحاجة إلى أسلاك أو تدخّل بشري لفحصها، ما يساعد على الكشف المبكر عن التلوث أو الأمراض، ويسهم في توفير الوقت والحفاظ على الأرواح.
وتوفّر التصميمات النووية الجديدة والأصغر حجماً مع أنظمة التبريد البديلة، طاقة نظيفة أكثر أماناً وأقل تكلفة، ويمكن لهذه المفاعلات الصغيرة أن تلعب دوراً رئيسياً في بناء أنظمة طاقة موثوقة وخالية من الانبعاثات الكربونية.