الخيال العلمي يكاد يصبح حقيقة.. شركات ناشئة تجعل المستحيل ممكناً، وتزرع أملاً جديداً للأمهات غير القادرات على الإنجاب.
فقد تكللت عملية ولادة أول طفل باستخدام روبوتات حقن الحيوانات المنوية بالنجاح، وهو الأمر الذي يمثل تطوراً رائداً في طب الخصوبة.
وذكرت مجلة «إم آي تي تكنولوجي ريفيو» العالمية أن مهندسين في برشلونة هم من طوروا هذا الروبوت الذي شُحن إلى «مركز نيو هوب للخصوبة» في مدينة نيويورك، حيث أُجريت عملية الإخصاب بأكملها.
ووفقاً للخبراء، يمكن أن يؤدي هذا الإجراء الصحي المتقدم إلى خفض تكاليف التلقيح الاصطناعي بآلاف الدولارات.
«إنه لأمر غريب، أليس كذلك؟»، هكذا تساءل أحد آباء الأطفال، والذي طلب عدم الكشف عن هويته.
استخدمت في عملية التلقيح تلك إبرة يجري التحكم فيها عن بعد بالإضافة إلى كاميرا لحقن البويضات في طبق بتري، وهذه العملية تلغي الحاجة لأخصائيي الأجنة ذوي الأجور العالية.
ففي الولايات المتحدة، يمكن أن تكلف محاولة حمل واحدة بالحقن المجهري 20 ألف دولار، وفقاً لسانتياغو مونيه، كبير علماء الوراثة في شركة «أوفرتور لايف» الإسبانية، التي طورت روبوت الحيوانات المنوية هذا.
ويعتقد مونيه أن عملية الإخصاب قد تصبح آلية بما يسمح بتنفيذها على أيدي طبيب نسائي يوماً ما.
الإخصاب بتكلفة أقل
يذكر أن هناك العديد من الشركات الناشئة الأخرى التي لديها بالفعل طموحات مماثلة مثل «أوتو آي في اف» و«آي في اف 2.0» و «كونسيفابل لايف ساينسز»، مستهدفة الاستفادة من قطاع التلقيح الصناعي الذي يقدّر حجمه بنحو 25 مليار دولار، وفقاً لـ«إم آي تي تكنولوجي ريفيو».
ويقدر آلان موراي، أحد مؤسسي شركة «كونسيفابل لايف»، أن معدل تكلفة ما يسمى بـ«أطفال الأنابيب» يبلغ 83 ألف دولار في الولايات المتحدة، بما في ذلك المحاولات الفاشلة وعقاقير الخصوبة والإجراءات الطبية غير المشمولة بالتأمين الصحي.
وتأمل شركة موراي، خفض التكاليف 70 في المئة عن طريق زيادة معدلات النجاح وخفض الأسعار عبر استخدام الروبوتات.
لكن على الرغم من ذلك، يشكك بعض خبراء الخصوبة في أن الروبوتات يمكن أن تخفض التكاليف بهذا القدر، كونها حتى الآن لا تحل مشكلة البويضات عند الأشخاص المتقدمين في العمر.
وقالت ريتا فاسينا، مستشارة «كونسيفابل»، إنه على الرغم من إدخال تقنيات متقدمة، فإن ذلك لم يؤثر بشكل كبير على نسبة الحمل.
لكن وبشكل عام، اتفق العديد من المتخصصين في الخصوبة، على أن روبوتات التلقيح الاصطناعي تقنية حتمية من تقنيات المستقبل.