أطلق مؤسس موقع التواصل الاجتماعي الشهير تويتر، جاك دورسي، موقعاً جديداً للتواصل الاجتماعي يشبه إلى حدٍّ كبير تويتر.
من ناحية الواجهة وشكل الملفات الشخصية وتسلسل مشاركات المستخدمين والألوان المستخدمة يبدو تطبيق «بلوسكاي سوشيال» كأنه نسخة مصغّرة من تويتر لدرجة يصعب معها التمييز بينهما، لكن من ناحية الجوهر والتجربة التي يقدمها «بلوسكاي» لمستخدميه فالاختلاف كبير.
ووفّر دورسي تطبيقه الجديد لمستخدمي نظام «آي أو إس» في فبراير شباط ولمستخدمي نظام أندرويد من أبريل نيسان، ويقدم التطبيق لمستخدميه تجربة تواصل لامركزية تسمح للمستخدمين بمزيد من التحكم في كيفية عمل الخدمة وتخزين البيانات والإشراف على المحتوى.
وخلال الفترة الأخيرة اكتسب «بلوسكاي» زخماً كبيراً بين الصحفيين والسياسيين والمشاهير.
ما هو «بلوسكاي»؟
يُعرّف تطبيق «بلوسكاي» نفسه بأنه «شبكة اجتماعية جديدة للتدوينات القصيرة»، وعبره يمكن للمستخدمين نشر ومتابعة تدوينات قصيرة تماماً كما يفعلون على تويتر، لكن مع بعض الاختلافات؛ إذ لا توجد حتى الآن ميزة الوسوم -إحدى أهم ميزات تويتر- كما لا توجد رسائل مباشرة بين المستخدمين.
وجرى تطوير «بلوسكاي» بشكل مستقل عن تويتر بينما كان دورسي لا يزال الرئيس التنفيذي لتويتر، وعلى الرغم من أن تويتر موّل عملية التطوير، فإن «بلوسكاي» أصبح مؤسسة مستقلة في فبراير شباط 2022.
إذا اعتقدت أن فكرة إطلاق شبكة تواصل اجتماعي لامركزية تبدو أمراً مألوفاً، فأنت محقٌّ، وربما يكون السبب في هذا «ماستودون» وهي شبكة تواصل اجتماعي أُخرى مشابهة لتويتر جذبت الانتباه في أواخر العام الماضي.
لماذا ينضم الناس إلى «بلوسكاي»؟
مثل «ماستودون» يخاطب «بلوسكاي» عدداً لا بأس به من مستخدمي تويتر المحبطين جرَّاء النهج الجديد للمنصة الشهيرة تحت قيادة المالك الجديد إيلون ماسك.
ومنذ تولّي مهام إدارة تويتر أجرى ماسك عدداً من التغييرات المثيرة للجدل على ميزات وسياسات المنصة، بما في ذلك إزالة العلامة الزرقاء من مستخدمين بارزين.
وبعض المستخدمين البارزين على تويتر يختبرون الآن «بلوسكاي» وقد انتقدوا صراحة نهج ماسك في إدارة تويتر.
كشفت شركة «داتا.إيه آي» أن تطبيق «بلوسكاي» قد حُمّل 375 ألف مرة من متجر أبل ستور، ولا تزال قائمة الانتظار تغمرها طلبات الاشتراك، وفي متجر غوغل بلاي حُمّل «بلوسكاي» أكثر من مئة ألف مرة، وعلى سبيل المقارنة قال تويتر العام الماضي إن لديه 200 مليون، وجاء هذا الإعلان قُبيل إتمام ماسك عملية الاستحواذ على المنصة الشهيرة.
ولم يرد «بلوسكاي» على طلب للتعليق.
وليس واضحاً إذا كان «بلوسكاي» لديه القدرة على الاستمرار أم سيفقد بريقه سريعاً مثلما حدث مع ماستودون.
ويرى أستاذ الجامعة في كلية بافالو للقانون مارك بارثولوميو -الذي يكتب عن الخصوصية عبر الإنترنت- أن الزخم بشأن «بلوسكاي» هو زخم إيجابي؛ لأنه يوفر لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مزيداً من الخيارات بشأن المكان الذي يقضون فيه وقتهم.
وقال باثولوميو «قد تساعد المنافسة المستخدمين في العثور على الميزات التي يريدونها مثل حماية أكبر للخصوصية ونقل البيانات والمزيد من الإشراف على المحتوى بشكل أكثر اعتدالاً».
وأضاف الأستاذ الجامعي «تحتوي منصات التواصل الاجتماعي على ميزات لا يحبها المستخدمون، لكنهم ما زالوا يشعرون أنه يجب عليهم قبولها لمجرد التواجد في الفضاء على الإنترنت حيث يوجد العديد من الأشخاص».
وبخصوص سبب ظهور العديد من المواقع الشبيه بموقع تويتر، أوضح باثولوميو؛ كل ما تطلبه الأمر هو اتخاذ ماسك خطوات «خربت منصته الخاصة».
هل يمكنني امتلاك حساب على «بلوسكاي»؟
وفي الوقت الحالي يقتصر امتلاك حساب على «بلوسكاي» على تلقي دعوة من أحد المستخدمين، ويحصل المستخدمون الحاليون على رمز دعوة واحد لمشاركته مع شخص ما كل أسبوعين، وليس من المستغرب أن يكون الشعور بالحصرية قد زاد من حماس الكثيرين نحو الانضمام إلى «بلوسكاي».
(سامانثا ميرفي كيلي – CNN)