اكتشف علماء الفلك أكبر انفجار كوني شهدناه على الإطلاق، وهو أكثر سطوعاً بعشر مرات من أي نجم متفجر معروف، إذ استمر سطوع الانفجار المسمى «إيه تي 202 إل دابليو إكس» لمدة ثلاث سنوات، مقارنة بسطوع معظم الانفجارات الأخرى لبضعة أشهر.

وحدث الانفجار، الذي لا يزال يُستكشف عن طريق التلسكوبات، على بُعد نحو 8 مليارات سنة ضوئية من الأرض عندما كان عمر الكون نحو 6 مليارات سنة.

وجاءت هذه النتائج ضمن دراسة صدرت يوم الخميس عن الجمعية الفلكية الملكية، وقال كبير مؤلفي الدراسة فيليب وايزمان، الباحث في جامعة ساوثهامبتون في إنجلترا، في بيان، «لقد صادفنا هذا بالصدفة، إذ وُضعت علامة عليه بواسطة خوارزمية البحث الخاصة بنا عندما كنا نبحث عن نوع من الانفجارات الكبرى».

وأضاف «معظم الانفجارات الكونية العظمى وأحداث اضطرابات المد والجزر تستمر فقط لشهرين قبل أن تتلاشى، لذا، أن يكون شيء ما مشرقاً لمدة عامين أو أكثر كان أمراً غير معتاد».

وقرر فريق الدراسة أن الانفجار المضيء بشكل لا يصدق كان أكثر سطوعاً بنحو 100 مرة من كل 100 مليار نجم مجتمعة في مجرة ​​درب التبانة.

والأجرام السماوية الوحيدة التي تنافس سطوع «إيه تي 202 إل دابليو إكس» هي الكوازارات، أو الثقوب السوداء الهائلة التي تتغذى على الغاز بسرعة عالية.

ما سبب حدوث مثل هذا الانفجار الكوني الهائل الذي طال أمده؟

قال علماء الفلك إنهم يعتقدون أن ثقباً أسود ضخماً تسبب في إحداث خلل في سحابة غاز أو غبار هائلة، ربما تكون أكبر بآلاف المرات من شمسنا، ويرى الباحثون احتمالية أن تكون السحابة قد سُحبت من مسار مدارها، وذهبت إلى الثقب الأسود.

واكتشف علماء الفلك الانفجار لأول مرة في نوفمبر تشرين الثاني 2020، باستخدام مرفق زويكي العابر في كاليفورنيا، الذي يراقب سرعة تغير سطوع الأجسام في سماء الليل، مثل النجوم المتفجرة والكويكبات والمذنبات.

وكانت لدى فريق الدراسة نظريات أولية عند البحث في لمعان الانفجار، لكن يريد الباحثون الآن جمع المزيد من البيانات عبر الأطوال الموجية المختلفة للضوء للتعرف على تفاصيل الانفجار، بما في ذلك درجة حرارته.

وقال الباحثون «في البداية، اعتقدنا أن هذا التوهج قد يكون نتيجة لثقب أسود يلتهم نجماً عابراً، لكن نماذجنا أظهرت أن الثقب الأسود يجب أن يبتلع 15 ضعف كتلة شمسنا ليظل ساطعاً لهذه الفترة الطويلة».

وأضافوا «من النادر جداً مواجهة مثل هذا النجم الضخم.. نعتقد أنه قد يكون سحابة ضخمة من الغاز حول ثقب أسود، وهو أكثر احتمالاً؛ لأن العديد من الثقوب السوداء الضخمة محاط بالغاز والغبار، وما زلنا نحاول معرفة سبب بدء هذا الثقب الأسود بالذات».

(أشلي ستريكلاند – CNN).