حثَّ الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، سام ألتمان، المشرّعين على وضع تشريعات تنظم عمل أدوات الذكاء الاصطناعي، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء، واصفاً الطفرة الحالية للتكنولوجيا بأنها مهمة للغاية، لكنها تتطلب ضمانات.

وقال ألتمان «نعتقد أن التدخل التنظيمي من قبل الحكومات سيكون حاسماً للتخفيف من مخاطر الذكاء الاصطناعي المتزايدة».

تأتي تصريحات ألتمان بعد النجاح الكبير الذي حققته أداة الدردشة الآلية الخاصة بشركته « تشات جي بي تي»، والتي جددت سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي، وأثارت مخاوف بعض المشرّعين بشأن المخاطر التي تشكّلها التكنولوجيا.

مخاطر الذكاء الاصطناعي

بدأ السيناتور ريتشارد بلومنتال جلسة الاستماع، يوم الثلاثاء، بتسجيل مزيّف لصوته، يوضح المخاطر المحتملة للتكنولوجيا.

التسجيل الذي تضمن ملاحظات قانونية كتبها «تشات جي بي تي» وتسجيلات صوتية لصوت السيناتور الأميركي، أُنتجت باستخدام تسجيلات لخطاباته الفعلية، يؤكد بأنه لا يمكن السماح للذكاء الاصطناعي بالظهور في بيئة غير منظمة.

أوضح بلومنتال أنه في حين قدّم «تشات جي بي تي» انعكاساً دقيقاً لوجهات نظر المشرع الحقيقي، كان من الممكن أن يُنتج بسهولة تأييداً لاستسلام أوكرانيا أو دعماً لقيادة فلاديمير بوتين، وأضاف «كان الأمر سيصبح كارثياً حقاً».

وابتكرت قائمة متزايدة من شركات التكنولوجيا أدوات جديدة للذكاء الاصطناعي في الأشهر الأخيرة، يمكنها تغيير طريقة عملنا وتسوقنا وتفاعلنا مع بعضنا البعض، لكن هذه الأدوات نفسها أثارت أيضاً انتقادات بعض أكبر الأسماء في مجال التكنولوجيا لقدرتها على تعطيل ملايين الوظائف ونشر المعلومات الخاطئة.

في تصريحاته يوم الثلاثاء، قال الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» سام ألتمان إن إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي للتلاعب بأصوات الناخبين ونشر المعلومات المضللة هي من بين الأمور التي تثير قلقه بشدة، خاصة أن أميركا لديها انتخابات العام المقبل.

وأضاف ألتمان، أن أحد الطرق التي يمكن للحكومة الأميركية من خلالها تنظيم الصناعة هو إنشاء نظام ترخيص للشركات التي تعمل على أقوى أنظمة الذكاء الاصطناعي، وأشار إلى أن هذا «المزيج من متطلبات الترخيص والاختبار» يمكن تطبيقه على «تطوير وإصدار نماذج الذكاء الاصطناعي».

كما أدلت بشهادتها يوم الثلاثاء، كريستينا مونتغمري، نائبة رئيس شركة «آي بي إم»، بالإضافة إلى غاري ماركوس، الأستاذ السابق في جامعة نيويورك وأحد منتقدي الذكاء الاصطناعي.

وحذَّرت مونتغمري من خلق حقبة جديدة من «التحرك بسرعة وكسر الأشياء»، وهو الشعار القديم لعمالقة وادي السيليكون مثل «فيسبوك».

وأضافت «لا يمكن أن يكون عصر الذكاء الاصطناعي حقبة أخرى من التحرك بسرعة وكسر الأشياء»، وقالت للمشرّعين «ومع ذلك، لا يتعيّن علينا أن نضغط على الابتكار أيضاً».

مستقبل الوظائف في عصر الذكاء الاصطناعي

وقال كل من ألتمان ومونتغمري -أيضاً- إن الذكاء الاصطناعي قد يلغي بعض الوظائف، لكنه يخلق وظائف جديدة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» سام ألتمان «سيكون هناك تأثير على الوظائف، نحاول أن نكون واضحين للغاية بشأن ذلك، وأعتقد أن التغلب على هذه الأزمة سيتطلب شراكة بين الصناعة والحكومة، لمعرفة كيف يمكن التخفيف من ذلك، لكنني متفائل جداً بشأن وظائف المستقبل».

في وقت سابق من هذا الشهر، كان ألتمان واحداً من العديد من الرؤساء التنفيذيين للتكنولوجيا الذين التقوا بنائبة الرئيس كامالا هاريس، ولفترة وجيزة الرئيس جو بايدن، كجزء من جهود البيت الأبيض للتأكيد على أهمية التنمية الأخلاقية والمسؤولة للذكاء الاصطناعي.

بريان فونغ (CNN)