بعد انتهائها من تحليل البيانات المتعلقة بفشل مهمة هبوط «هاكوتو آر» على سطح القمر في أبريل نيسان الماضي، انتهت الشركة اليابانية « آي سبيس» إلى أن التضاريس الصعبة وتغير موقع هبوط المركبة هما سببا تحطمها.

وقالت الشركة في بيان رسمي على موقعها الإلكتروني، إن المركبة، التي كانت تحمل المستكشف الإماراتي «راشد 1»، أكملت عملية التباطؤ بأكملها استعداداً للهبوط على سطح القمر حتى وصلت لارتفاع نحو 100 كيلومتر، ووصلت سرعة تحركها لأقل من متر واحد في الثانية.

كيف تحطمت المركبة؟

قدّر جهاز البرمجة الخاص بها أن المركبة قد هبطت بالفعل، في حين كان لا يزال أمامها 5 كيلومترات حتى تبلغ السطح، ولهذا أكملت المركبة الهبوط بسرعة بطيئة للغاية حتى فرغت من الوقود، وتباعاً سقطت بحُرية لتصطدم بسطح القمر.

وأضافت الشركة أنها سوف تستخدم المعلومات التي وصلت إليها للتحضير للبعثات المستقبلية، بحسب البيان.

لكن ماذا عن السبب؟

تعتقد الشركة أن السبب الأكثر ترجيحاً لسوء تقدير المركبة لارتفاعها هو أنه أثناء تحليقها إلى موقع هبوطها مرت فوق جرف كبير تم تحديده ليكون حافة حفرة.

وهذا ما أدى إلى حصول المستشعر الموجود على متن المركبة الفضائية على قراءة غير دقيقة عند مرورها فوق التضاريس المرتفعة، ويبدو أن تلك القراءة كانت أكبر من القيمة المقدرة للارتفاع، والتي حددها فريق «هاكوتو آر» مسبقاً.

وكإجراء احترازي، كان فريق مطوري المركبة قد فعّلوا خاصية رفض قياسات الارتفاع غير الطبيعية في المسبار في حالة حدوث مشكلة تقنية مع المستشعر، لكن تلك الخاصية جاءت بنتائج عكسية في مهمتها الأولى، إذ كان من المقرر هبوط المركبة على سطح مستوٍ.

وكانت الشركة قد اتخذت قراراً بتغيير هبوط المركبة بعد مراجعة حرجة للتصميم في عام 2021، ما أدى لهبوطها إلى حفرة، بدلاً من سطح مستوٍ.

وقال تاكيشي هاكامادا المؤسس والرئيس التنفيذي لـ«آي سبيس» إن الشركة قد بدأت العمل بالفعل على المهمة 2 و3، وأضاف «نحن على استعداد لمواجهة التحديات وبذل كل جهد لتحسينها، وسوف نضمن أن المعرفة القيمة المكتسبة من المهمة 1 ستقودنا إلى المرحلة التالية من التطور».