دعا رئيس شركة «مايكروسوفت» براد سميث، يوم الأحد، الحكومة الأميركية لسرعة العمل لتنظيم الذكاء الاصطناعي؛ إذ يحمل إمكانات لصالح البشرية أكبر من أي اختراع آخر يسبقه.
وقال سميث -في مقابلة على شبكة سي بي إس- إن «استخدامات الذكاء الاصطناعي منتشرة في كل مجال تقريباً، في الطب واكتشاف الأدوية وتشخيص الأمراض، ولتوفير موارد المؤسسات، مثل الصليب الأحمر، في الكوارث عن طريق العثور على المتضررين تحت المباني المنهارة».
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي ليس «غامضاً» كما يعتقد الكثيرون، موضحاً أنه يزداد قوة.
وأوضح «إذا كان لديك روبوت التنظيف الشهير رومبا في المنزل، فإنه يعرف طريقه داخل مطبخك باستخدام الذكاء الاصطناعي عن طريق تحديد ما يصطدم به وكيفية الالتفاف حوله».
وفيما يتعلق بالمخاوف بشأن قوة الذكاء الاصطناعي، قال سميث إن أي تكنولوجيا موجودة اليوم كانت تبدو خطرة للأشخاص الذين عاشوا قبلها؛ ولذلك يجب أن يكون هناك ضمان أمان.
وأضاف أن الاضطرابات الوظيفية بسبب الذكاء الاصطناعي ستحدث على مدى سنوات وليس شهور: «بالنسبة لمعظمنا، ستتغير طريقة عملنا، وسنحتاج لتطوير واكتساب مجموعة من المهارات الجديدة».
ولمنع انتشار الأخبار المزيفة مثل واقعة صور انفجار بالقرب من البنتاغون، أكد سميث على ضرورة تطوير نظام علامة مائية، أو «استخدام قوة الذكاء الاصطناعي لاكتشاف المحتوى المزيف».
وشرح التقنية قائلاً «سنقوم بتضمين ما نسميه البيانات الوصفية، وهي جزء من الملفات إذا تمت إزالته، فيمكننا اكتشاف عدم أصليته، وإذا كانت هناك نسخة معدلة، فسنستطيع تتبعها، تقنية شبيهة ببصمة شيء ما، ومن ثَمَّ يمكننا البحث عن تلك البصمة عبر الإنترنت».
وأوضح سميث أنه يجب إيجاد مسار جديد للموازنة بين تنظيم عمليات التزييف العميق والإعلانات المضللة وحرية التعبير.
علاقة الذكاء الاصطناعي بالانتخابات
مع اقتراب عام الانتخابات الرئاسية الأميركية والتهديد المستمر لعمليات التأثير السيبراني الأجنبي، شدد سميث على الحاجة إلى التعاون بين قطاع التكنولوجيا والحكومات في مبادرة دولية.
ويدعم سميث وكالة حكومية جديدة لتنظيم أنظمة الذكاء الاصطناعي.
وقال سميث «تلك الوكالة ستسهم ليس فقط في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي بأمان، بل أيضاً في تخزين بيانات هذه النماذج في كبرى مراكز البيانات بحيث يمكن حمايتها من عناصر الأمن السيبراني والأمن المادي و تهديدات الأمن القومي».
ولا يتفق سميث مع رأي الملياردير الأميركي الشهير إيلون ماسك ومؤسس شركة «أبل» ستيف وزنياك في أن التوقف لمدة ستة أشهر عن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي الأكثر قوة من «تشات جي بي تي 4» هو الحل للمعضلة الحالية.
وأوضح سميث «بدلاً من إبطاء وتيرة التكنولوجيا التي أرى أنها شديدة التعقيد، ولا أعتقد أن الصين ستحقق طفرات في تلك الفترة، دعونا نستغل ستة أشهر لنتقدم بشكل أسرع».
واقترح سميث أمراً تنفيذياً ترغم فيه الحكومة نفسها على شراء خدمات الذكاء الاصطناعي من الشركات التي تطبق بروتوكولات أمان الذكاء الاصطناعي فقط.
وقال سميث «إن العالم يتقدم إلى الأمام، دعونا نتأكد من أن الولايات المتحدة على الأقل تواكب بقية العالم».
(راميشاه معروف – CNN)