كشفت البيانات المأخوذة من مسبار «باركر» الفضائي الذي اقترب من سطح نجمنا، عن مصدر الرياح الشمسية، وهي تيار يتدفق من الغلاف الجوي الخارجي الساخن للشمس، ويتجه نحو الأرض.

وكان أحد الدوافع الرئيسية وراء المهمة، التي سُميت على اسم عالم الفيزياء الفلكية الراحل يوجين باركر، هو تحديد شكل الرياح عندما تتشكل بالقرب من الشمس، وكيف تهرب من جاذبية النجم.

وعندما كان المسبار على بُعد نحو 13 مليون ميل (20.9 مليون كيلومتر) من الشمس، اكتشفت أجهزته هياكل دقيقة للرياح الشمسية تتولد بالقرب من سطح النجم، والتقطت تفاصيل سريعة الزوال تختفي بمجرد هبوب الرياح من الهالة.

وصُممت المركبة الفضائية التي انطلقت عام 2018 خصيصاً لتتحرك ضمن مسافة 4 ملايين ميل (6.4 مليون كيلومتر) فوق سطح الشمس، وفي أواخر عام 2021، أصبحت أول مهمة تلامس سطح النجم.

لماذا نهتم بالرياح الشمسية؟

الرياح الشمسية هي تدفق مستمر للبلازما، وتحتوي على جزيئات مشحونة مثل البروتونات والإلكترونات، وتشمل جزءاً من المجال المغناطيسي الشمسي، وتمتد إلى ما بعد غلاف النجم، وتتفاعل مع الكواكب المحيطة به.

ويمكن أن يساعد فهم مصدر الرياح الشمسية العلماء على التنبؤ بشكل أفضل بطقس الفضاء والعواصف الشمسية التي يمكن أن تؤثر على الأرض.

ورغم أن الرياح الشمسية يمكن أن تكون سبباً وراء ظاهرة الشفق القطبي الجميل، فإن العواصف الشمسية يمكن أن تؤثر أيضاً على الأقمار الصناعية والشبكات الكهربائية للأرض.

ومن المتوقع أن تصل الشمس إلى الحد الأقصى للطاقة الشمسية في يوليو تموز 2025، ولهذا كانت هناك تقارير متزايدة عن التوهجات الشمسية وعن الأضواء الشمالية والجنوبية المرئية في أماكن غير متوقعة.

ولكن لحسن الحظ، فإن مهمة «باركر» الفضائية، ونظيرتها «سولار أوربيتر»، مهيئتان تماماً لمراقبة قوى الشمس وديناميكيتها أثناء هذه الفترة.

(آشلي ستريكلاند – CNN)