كشفت برامج المراقبة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي أن ما يقرب من 20 ألف منشور مسيء على وسائل التواصل الاجتماعي كانت تستهدف اللاعبين والمسؤولين والمدربين خلال كأس العالم في قطر، وفقاً لتقرير جديد صادر عن الفيفا.

بلغ إجمالي المحتوى الذي تم تحليله عبر مختلف منصات وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسية نحو 20 مليون منشور وتعليق، وتم التحقق بنجاح من هوية 306 من أصحاب الحسابات الذين أرسلوا رسائل مسيئة.

يقول التقرير -الذي نُفذ بالاشتراك مع اتحاد اللاعبين العالميين «فيف برو»- إن «الفيفا» ستعمل مع سلطات إنفاذ القانون «لتقديم أدلة لبناء قضايا تجاوزت فيها الرسائل المسيئة الحدود الجنائية».

هذا النظام، المسمى خدمة حماية وسائل التواصل الاجتماعي، يراقب إساءة الاستخدام ويخفيها عن اللاعبين، وسيكون متاحاً أيضاً للفرق واللاعبين والمدربين لاستخدامه في كأس العالم للسيدات، الذي يبدأ في 20 يوليو تموز المقبل.

قام أيضاً هذا البرنامج بتحليل حسابات المنتخبات الوطنية واللاعبين السابقين والإعلاميين، إذ أظهر النظام نحو 434 ألف منشور بواسطة الذكاء الاصطناعي ثم مراجعتها من قبل البشر، وفقاً لما جاء في التقرير، كما أثبت وصول الرسائل المسيئة من 12 ألفاً و600 حساب مختلف، بالإضافة إلى ذلك أخفى البرنامج أيضاً 287 ألف تعليق مسيء قبل أن يراها المستلم المقصود.

قال مارك أنتوني كاي مدافع المنتخب الكندي الوطني للرجال «لا يتحدث اللاعبون كثيراً عن مدى تأثير إساءة الاستخدام عبر الإنترنت علينا».

وأضاف، «هناك وصمة عار، بصفتنا رياضيين محترفين، لا نريد الاعتراف بأن هذا قد يؤذينا أو حتى نلاحظه، لكننا جميعاً بشر، الأمر ليس سهلاً، هذا مؤلم، إنه يؤذي عائلاتنا».

جاءت نسب الرسائل المسيئة مختلفة من كل منطقة حول العالم، فمثلاً كانت بنسبة 38 في المئة من أوروبا، و36 في المئة من أميركا الجنوبية، و10 في المئة من آسيا، و8 في المئة من إفريقيا، و8 في المئة من أميركا الشمالية والوسطى، وشكل التمييز على أساس الجنس نحو 13.7 في المئة من إجمالي المنشورات المسيئة المكتشفة، ورهاب المثلية بنسبة 12.16 في المئة، والعنصرية 10.7 في المئة، وذلك وفقاً للتقرير الصادر من الفيفا.

عندما صُنفت الإحصائيات حسب البلد، بالنظر إلى جميع حسابات اللاعبين والفرق والحسابات الرسمية التابعة للاتحادات القومية على وسائل التواصل الاجتماعي، وُجد أن فرنسا تلقت أكبر قدر من الإساءة، بينما احتلت إنجلترا المركز الثاني والبرازيل في المرتبة الثالثة.

شهدت مواجهة إنجلترا في ربع النهائي ضد فرنسا، والتي أضاع فيها المهاجم الإنجليزي هاري كين ركلة جزاء حاسمة، أكبر ارتفاع في الرسائل المسيئة في أي مباراة في كأس العالم، إذ سجلت إجمالي 13 ألف مشاركة وتعليق تم الإبلاغ عنها عبر جميع المنصات الاجتماعية.

وقال لاعب المنتخب الوطني الأميركي كلين أكوستا، «أعلم أن هناك روحاً تنافسية في لعبة كرة القدم، لكنني أعتقد أن الأشياء التي قيلت عبر الإنترنت تتجاوز ذلك كثيراً، خاصةً عندما تتحدث عن العائلات أو أي شيء أعمق قليلاً من مجرد اللعب في حد ذاته».

وتابع قائلاً، «أعتقد أنه يجب أن يتوقف كل هذا، وأن يتم سماع صوتنا بأننا بشر أيضاً».

(ماتياس جريز، CNN)