أعلنت مجموعة علي بابا تعيين رئيس تنفيذي ورئيس مجلس إدارة جديدين ليستبدلا رئيسها التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة الحالي، دانييل تشانغ، في أكبر تغيير تشهده عملاقة التجارة الإلكترونية بتاريخها.
وقالت المجموعة يوم الثلاثاء، إن جوزيف تساي، نائب الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك للشركة، سيحل محل تشانغ رئيساً لمجلس الإدارة، أمّا منصب الرئيس التنفيذي سيشغله إدي وو، وهو رئيس وحدة التجارة الإلكترونية «Taobao» و«Tmall Group» في المجموعة.
هذه الخلافة الثانية لقيادة علي بابا في غضون سنوات قليلة بعد تنحي مؤسسها جاك ما في عام 2019، وقالت الشركة إن هذه التعيينات الجديدة ستصبح سارية المفعول في 10 سبتمبر أيلول 2023.
بعد هذا الانتقال، سيستمر تشانغ في العمل رئيساً ومديراً تنفيذياً لوحدة السحابة في على بابا، وقال تشانغ في الإعلان، «هذا هو الوقت المناسب بالنسبة لي لإجراء انتقال، بالنظر إلى أهمية مجموعة السحابة الذكية في علي بابا لأنها تتقدم نحو التحول الكامل».
وأضاف أن ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي فتح «فرصاً جديدة ومثيرة» للأعمال السحابية للشركة.
وو، وهو أيضاً أحد مؤسسي شركة على بابا، شغل منصب مدير التكنولوجيا في بداية الشركة عام 1999، وقال «أنا ممتن لثقة مجلس إدارة مجموعة علي بابا ويشرفني أن أخلف دانيال في منصب الرئيس التنفيذي لشركة علي بابا».
وأضاف، «بينما يجلب التحول الحالي لدينا هيكلاً تنظيمياً وحوكمة جديدة للشركة، تظل مهمة علي بابا دون تغيير».
تأتي الخلافة الجديدة بعد أشهر قليلة من إعلان عملاقة الإنترنت عن أكبر عملية إعادة هيكلة لها في تاريخها البالغ 24 عاماً، ستقسّم الشركة إلى ست وحدات منفصلة، بما في ذلك السحابة والتجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية ووسائل الإعلام والترفيه، وفقاً لبيان الشركة في مارس آذار، وسيتم الإشراف على كل وحدة من قِبل الرئيس التنفيذي ومديري مجلس الإدارة.
عُين تشانغ رئيساً تنفيذياً في علي بابا في مايو أيار 2015 بعد مرور نحو ثماني سنوات منذ انضمامه للشركة، وفي 10 سبتمبر أيلول 2019، حل محل جاك ما رئيساً تنفيذياً، إذ تقاعد ما في عيد ميلاده والذكرى العشرين للشركة كما وعد من قبل.
أكبر شركة للتجارة الإلكترونية
على بابا هي أكبر شركة للتجارة الإلكترونية في الصين، وتضم أكثر من 900 مليون مستخدم نشط سنوياً على منصتيها تاوباو وتي مول، كما أنها أيضاً تدير أكبر أنظمة الحوسبة السحابية والدفع الرقمية في البلاد.
وكانت الشركة تواجه مؤخراً هي ومؤسسها جاك ما حملة قمع في العاصمة الصينية بكين، فبعد أن انتقد ما المنظمين الماليين الصينيين في خطاب عام في أواخر عام 2020، ألغت بكين الطرح العام الأولي الضخم لشركة آنت غروب، التابعة لشركة على بابا والتي تمتلك على باي، في اللحظة الأخيرة.
يمثّل الإلغاء بداية هجوم تنظيمي ضد صناعة الإنترنت في البلاد والقطاع الخاص، إذ فرضت بكين خلالها غرامة ضخمة قدرها 2.8 مليار دولار على مجموعة علي بابا لانتهاكها قواعد مكافحة الاحتكار.
منذ ذلك الحين، اختفى ما إلى حد كبير عن الأنظار وتراجع أكثر عن شركاته، وبحسب ما ورد، أمضى المزيد من الوقت في الخارج، في كلٍ من هونغ كونغ واليابان، موطن صديقه ومستثمر علي بابا، الرئيس التنفيذي لـسوفت بانك، ماسا سون.
لكن في آذار مارس، حدثت مفاجأة إذ ظهر لأول مرة علنياً في الصين، قبل أيام من إعلان شركة علي بابا عن خطتها الرئيسية لإعادة الهيكلة.
كانت عودته خطوة رمزية وربما كانت «حدثاً إعلامياً مخططاً له» من قِبل بكين يهدف إلى تهدئة مخاوف القطاع الخاص، وفقاً للمحللين.
منذ ذلك الحين، ظهر ما في الأماكن العامة بشكلٍ متكرر، مع تركيز أكثر على البحث والتدريس.
وفي أبريل نيسان، أعلنت جامعة هونغ كونغ أن ما سينضم إلى كلية إدارة الأعمال الخاصة بها على مدار السنوات الثلاث المقبلة.
في الأسبوع الماضي، ألقى ما محاضرته الأولى أستاذاً زائراً في جامعة طوكيو، وفقاً لبيان صادر عن الجامعة.