عارض العشرات من كبار قادة الأعمال في أوروبا التشريع الذي اقترحه الاتحاد الأوروبي بشأن الذكاء الاصطناعي، محذرين من أنه قد يضر بالقدرة التنافسية للاتحاد ويحفز هجرة جماعية للاستثمار.

في رسالة مفتوحة أُرسلت إلى المشرعين في الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة، أثار الرؤساء التنفيذيون لعدد من الشركات -منها “سيمنز”، و”كارفور”، و”رينو”، و”إيرباص”- مخاوف جدية بشأن قانون الاتحاد الأوروبي للذكاء الاصطناعي، الأول من نوعه في العالم.

ومن بين الموقعين البارزين الآخرين أسماء كبيرة في مجال التكنولوجيا، مثل ياون لوكان كبير علماء الذكاء الاصطناعي في شركة “ميتا”، وهيرمان هاوزر، مؤسس شركة “آرم” البريطانية لصناعة الرقائق.

وقالت المجموعة التي تضم أكثر من 160 رئيساً تنفيذياً في الرسالة “في تقييمنا، سيتسبب مشروع القانون في تعريض القدرة التنافسية لأوروبا والسيادة التكنولوجية للخطر دون معالجة فعالة للتحديات التي نواجهها وسنواجهها”.

كان مئات من كبار الخبراء حذروا، الشهر الماضي، من خطر انقراض البشر بسبب الذكاء الاصطناعي، قائلين إن مواجهة هذا الاحتمال “يجب أن تكون أولوية عالمية إلى جانب المخاطر المجتمعية الأخرى مثل الأوبئة والحرب النووية”.

مخاوف من القانون

وأضافوا أن “مثل هذا التنظيم يمكن أن يؤدي إلى قيام شركات مبتكرة للغاية بنقل أنشطتها إلى الخارج، وسحب المستثمرين رؤوس أموالهم من الذكاء الاصطناعي الأوروبي، والنتيجة ستكون فجوة إنتاجية حرجة بين جانبي المحيط الأطلسي”.

وأشاروا إلى أنه “في سياق لا نعرف فيه سوى القليل جداً عن المخاطر الحقيقية، أو تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي الفعلية، يجب أن يقتصر القانون الأوروبي على ذكر مبادئ عامة”.

ورأت المجموعة أن تقييد أوروبا بالمطالب التنظيمية، قد يؤدي إلى الإضرار بالمكانة الدولية للمنطقة، إذ قالت “مثل اختراع الإنترنت أو اختراع رقائق السيليكون، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي هو نوع من التكنولوجيا التي ستكون حاسمة بالنسبة لقدرة الأداء وبالتالي ستحدد أهمية المناطق المختلفة”.

الحاجة إلى قانون مُلزم

دعا خبراء التكنولوجيا بشكل متزايد إلى تنظيم أكبر للذكاء الاصطناعي مع تزايد استخدامه على نطاق واسع، وفي الأشهر الأخيرة، وضعت الولايات المتحدة والصين أيضاً خططاً لتنظيم التكنولوجيا، وكان سام آلتمان المدير التنفيذي لـ”أوبن إيه آي” صانعة “تشات جي بي تي” أجرى رحلات رفيعة المستوى حول العالم في الأسابيع الأخيرة للدعوة إلى تنظيم دولي منسق للذكاء الاصطناعي.

أما قواعد الاتحاد الأوروبي فهي أول محاولة في العالم لسن قواعد ملزمة تنطبق على مجالات مختلفة من الذكاء الاصطناعي، وفقاً للبرلمان الأوروبي.

يأمل المفاوضون بشأن قانون الذكاء الاصطناعي في التوصل إلى اتفاق قبل نهاية العام، وبمجرد اعتماد البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للقواعد النهائية، سيصبح المشروع قانوناً.

ميشيل طوه (CNN)