يبدو أن حرب الرقائق بين الصين، وأميركا وأوروبا ستأخذ منعطفاً جديداً، إذ تعتزم بكين فرض ضوابط تصدير على عنصرين أساسيين لتصنيع أشباه الموصلات، في رد انتقامي واضح بعدما فرضوا قيوداً على صادرات الرقائق إلى الصين.

قالت وزارة التجارة الصينية في بيان يوم الاثنين إن العنصرين النادرين -وهما الغاليوم والجرمانيوم– سيخضعان لضوابط التصدير اعتباراً من الأول من أغسطس آب؛ بهدف حماية الأمن القومي والمصالح.

وأضاف البيان أن مصدري هذه المواد الخام سيحتاجون إلى التقدم للحصول على إذن خاص من الدولة لشحنها إلى خارج البلاد.

جاء القرار عشية زيارة وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إلى بكين في الفترة من 6 إلى 9 يوليو تموز، على أن تلتقي مع كبار مسؤولي الحزب الشيوعي، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخزانة.

الغاليوم والجرمانيوم

يستخدم الغاليوم والجرمانيوم في مجموعة متنوعة من المنتجات، بما في ذلك رقائق الحاسب الآلي، والألواح الشمسية، علماً أنهما مدرجان في قائمة الاتحاد الأوروبي للمواد الخام المهمة، والتي تعتبر حاسمة بالنسبة لاقتصاد القارة العجوز.

ووفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية، فإن الصين هي أكبر منتج للغاليوم في العالم ومنتج ومصدر عالمي رائد للجرمانيوم.

يأتي هذا الإجراء كأحدث تطور في حرب الرقائق العالمية للسيطرة على تكنولوجيا هذه الصناعة، وهو أمر حيوي لكل من الهواتف الذكية والسيارات ذاتية القيادة، إضافة إلى الحوسبة المتقدمة وتصنيع الأسلحة.

وجاء تحرك بكين بعد أيام فقط من إعلان الحكومة الهولندية قيوداً جديدة على تصدير بعض معدات أشباه الموصلات، ما أثار غضب بكين، وفقاً لرويترز.

تعني القواعد الجديدة أن شركة «إيه إس إم إل» وهي أكبر شركة تكنولوجيا في أوروبا، ستحتاج إلى التقدم بطلب للحصول على تراخيص تصدير للمنتجات المستخدمة في صناعة الرقائق الدقيقة.

كما اتخذت اليابان والولايات المتحدة خطوات للحد من وصول الشركات الصينية إلى الرقائق ومعدات صناعة الرقائق.

من جهتها، فرضت إيطاليا الشهر الماضي عدة قيود على «سينوكيم» -أكبر مساهم في شركة «بيريللي»- لمنع وصول الحكومة الصينية إلى تكنولوجيا الرقائق الحساسة.

أعطت صحيفة «تشاينا ديلي» المحلية المملوكة للدولة، تلميحاً حول أسباب هذا القرار، موضحة أنه جاء انتقاماً من تحركات مماثلة من قبل واشنطن وحلفائها، وقالت في الافتتاحية الخاصة بها «يمكن لمنتقدي القرار أن يسألوا حكومة الولايات المتحدة عن سبب امتلاكها لأكبر مناجم الجرمانيوم في العالم لكنها نادراً ما تستغلها، أو يمكن أن يسألوا هولندا لماذا أدرجت بعض المنتجات ذات الصلة بأشباه الموصلات في قائمة مراقبة الصادرات الخاصة بها».

(هنا زيادي وشياوفي شو – CNN)