عندما قرر التربويون تحديد قواعد حول سياسات الذكاء الاصطناعي التوليدية لتعتمدها الجامعات في الربيع الماضي، كانت القائمة مليئة ببنود أغلبها تدور حول كيفية حظر أدوات مثل «تشات جي بي تي»، لكن القائمة الآن التي حُدثت في كل من الجامعات الأميركية والدولية الصغيرة والكبيرة، مختلفة إلى حد كبير؛ إذ أصبحت المدارس تشجع حتى على تدريس الطلاب كيفية استخدام هذه الأدوات على أفضل وجه.

يقول الإداري في كلية أنباوند برود آيلاند، لانس إيتون، والذي قرر وضع قائمة سياسات استخدام «تشات جي بي تي»، إن قائمته لا تزال تُناقش وتُشارك في مجموعات «فيسبوك» التي تركز على الذكاء الاصطناعي، وأضاف «لا يزال الذكاء الاصطناعي يشعرنا بعدم الارتياح، لكن الآن يمكن للتربويين الدخول للمناقشات ومعرفة كيف تحاول الجامعات والمؤسسات التعليمية إدراج استخدام الذكاء الاصطناعي من علم الترميز إلى علم الاجتماع».

ومع زيادة توقعات الخبراء بتطبيق استخدام الذكاء الاصطناعي في كل المجالات، يخشى الأساتذة الآن أن تجاهل استخدامه أو تثبيطه سيكون مُضراً للطلاب، ويحد من مواكبتهم لمتطلبات سوق العمل.

هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم؟

تدريس «تشات جي بي تي» بدأ في المدارس والجامعات الأميركية
بمساعدة الذكاء الاصطناعي، يمكن كتابة المقالات والقصائد الشعرية والرسائل وجميع أنواع النصوص المطلوبة ما يعطي المدرسين مادة إضافية لتثري فكرهم. فرانس برس

منذ إتاحته في أواخر نوفمبر تشرين الثاني، استُخدم «تشات جي بي تي» لكتابة مقالات أصلية وقصص وكلمات أغانٍ؛ استجابةً لطلبات من مستخدمين، وأيضاً صاغ ملخصات أوراق بحثية لدرجة أنه خدع بعض العلماء واجتاز امتحانات في جامعات مرموقة.

تُدرب تلك التكنولوجيا والأدوات المماثلة مثل «غوغل بارد» على كميات هائلة من البيانات عبر الإنترنت من أجل إنشاء إجابات لأسئلة المستخدمين، وبالرغم من نجاح تلك الأدوات في استقطاب المستخدمين، فإنها أثارت بعض المخاوف بشأن عدم دقتها واستخدامها في الغش ونشر المعلومات المغلوطة والمتحيزة.

يستخدم الطلاب بالفعل الذكاء الاصطناعي

وفقاً لدراسة حديثة، استخدم نحو 30 في المئة من طلاب الجامعات «تشات جي بي تي» لأعمال دراسية في العام الدراسي الماضي، وكان أكثر استخداماً في دروس اللغة الإنجليزية.

جامعة «فاندربيلت» من بين أول المؤسسات التعليمية التي اتخذت موقفاً داعماً لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، من خلال عقد دورات تدريبية وورش عمل على مستوى الجامعة، مقدمة لأعضاء هيئة التدريس والطلاب، وأتاحت دورة عبر الإنترنت لمدة 18 ساعة على مدار ثلاثة أسابيع هذا الصيف، وحضرها أكثر من 90 ألف طالب حول أفضل ممارسات الهندسة الفورية باستخدام الذكاء الاصطناعي، إذ يمكن لوظائف الهندسة الفورية التي عادة ما تتطلب خبرة أساسية في البرمجة، أن يصل راتبها إلى 300 ألف دولار.

(سامانثا ميرفي كيلي- CNN)