حققت شركة «هواوي تكنولوجيز» نقلة نوعية في صنع شريحة متقدمة، ما يعكس تصميم الصين وقدرتها على مقاومة العقوبات الأميركية، وفق ما قاله محللون، لكن تلك الجهود قد تكون مكلفة للغاية، وقد تدفع واشنطن إلى تشديد قيودها.
كشفت شركة «هواوي» بشكل غير متوقع عن أحدث هاتف ذكي من طراز «ميت 60 برو» الأسبوع الماضي خلال زيارة وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو للصين، حيث تستعد الحكومة لإنشاء صندوق استثماري جديد بقيمة 40 مليار دولار لدعم قطاع الرقائق المتطورة.
يعمل الهاتف الجديد بواسطة شريحة «كيرين تسعة آلاف»، 7 نانومتر التي تُصنّع بواسطة المؤسسة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات «إس إم آي سي» وهي أكبر شركة صينية لتصنيع الرقائق المتطورة، وفق «تك إنسايتس».
قامت شركة «تك إنسايتس»، ومقرها أوتاوا، بتفكيك الجهاز وأشارت نتائجها على جانب خبرات المستخدمين الأوائل إلى التقدم الذي تحرزه الصين في تطوير الرقائق، حتى في ظل تشديد العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة عليها خلال السنوات الأخيرة، إذ تحول واشنطن دون وصول بكين إلى الأدوات اللازمة لصناعة الرقائق.
وقال دان هتشسون، محلل «تك إنسايتس» إن هذا «يوضح التقدم التقني الذي حققته صناعة أشباه الموصلات في الصين دون أدوات الطباعة الحجرية فوق البنفسجية، الأمر الذي يُظهر صعوبة هذا الإنجاز، ومرونة القدرة التكنولوجية للرقائق في البلاد»، وأضاف أن هذا الإنجاز يمثل تحدياً جيوسياسياً للدول التي تحاول تقييد وصول الصين لتقنيات الصناعة؛ ما قد يؤدي إلى تشديد القيود.
يرى محللو «جيفريز» أن التقدم الذي أحرزته الصين، وظهر أثره في «ميت 60 برو»، قد يخلق المزيد من الجدل في الولايات المتحدة حول فاعلية العقوبات ويدفع الكونغرس إلى إدراج عقوبات أشد صرامة في مشروع قانون بدأته بالفعل ضد الصين.
قبل ذلك، كانت الشريحة الأكثر تطوراً التي صنعتها «إس إم آي سي» هي 14 نانومتر، ولكن يظهر الهاتف الذكي الجديد بشريحة 7 نانومتر، مرجحاً صحة توقعات «تك إنسايتس» التي قالت العام الماضي إنها تعتقد أن «إس إم آي سي» تمكنت من إنتاج الشرائح الأكثر تطوراً عن طريق تعديل أجهزة بسيطة لا يزال بمقدورها شراؤها من الشركة الهولندية «إيه إس إم إل».
ولكن يقول بعض المحللين، بمن في ذلك محللو «جيفريز»، إن هناك احتمالاً أن تكون «هواوي» اشترت التكنولوجيا والمعدات من «إس إم آي سي» بدلاً من التعاون معها في صناعتها.
(رويترز)