(CNN) أعلنت شركة “تايوان سيميكوندكتور” (Taiwan Semiconductor Manufacturing)، الرائدة في إنتاج الرقائق الإلكترونية المتقدمة، عن ضخ مزيد من الاستثمارات في مركز إنتاجها الأمريكي في مدينة فينيكس، عاصمة ولاية أريزونا، بقيمة 40 مليار دولار.
وزار الرئيس الأمريكي، جو بايدن، موقع الشركة المصنعة في فينيكس وتحدث عن جلب الوظائف والاستثمارات إلى أريزونا، واصفًا التزام TSMC بأنه “أكبر استثمار أجنبي في تاريخ هذه الولاية”.
وقال بايدن خلال الزيارة: “التصنيع الأمريكي يعود يا رفاق. هذه رقائق أشباه الموصلات الأكثر تقدما على هذا الكوكب، الرقائق التي ستعمل على تشغيل أجهزة آيفون وماك بوك.. يمكن أن يغير هذا قواعد اللعبة.”
أهمية هذا الاستثمار
تنتج TSMC ما يقدر بنحو 90 بالمئة من الرقائق فائقة التطور في العالم. وتعتبر هذه الرقائق مكونات لا غنى عنها تقريبا في كل جهاز تتفاعل معه بشكل يومي مثل سيارتك وهاتفك الذكي إلى جانب مجموعة أخرى من المحتمل ألا تستخدمها مثل الطائرات العسكرية بدون طيار والصواريخ.
ومن بين أكبر عملاء الشركة التايوانية أبل وكوالكوم والشركة المتخصصة في نظم الاتصالات
وكانت الشركة تعمل بالفعل على بناء مصنع واحد كان سيفتتح في أواخر العام المقبل، لكن الاستثمار الموسع سيضيف منشأة ثانية تأمل TSMC أن تكون جاهزة للاستخدام في عام 2026.
لماذا الدفعة الكبيرة في فينيكس؟
يروج البيت الأبيض للاستثمارات الجديدة على أنها نتيجة مباشرة لقانون الرقائق والعلوم، وهو قانون اتحادي وقعه بايدن في أغسطس/ آب الماضي. وينص القانون على سلسلة من الحوافز والاستثمارات تقدر بقيمة 200 مليار دولار لتشجيع الشركات على إعادة إنتاج الرقائق إلى الأراضي الأمريكية.
واكتسب التوجه لتركيز الإنتاج داخل الأراضي الأمريكية زخما في أعقاب ما تسببت به جائحة كوفيد من قوائم انتظار طويلة للسيارات الجديدة وارتفاع جنوني لأسعار السيارات المستخدمة. حدث كل ذلك بسبب نقص في الرقائق أشعله الطلب العالمي المفاجئ على الآلات لتسهيل العمل والدراسة عن بعد.
وأصبح الهدف الآن هو التأكد من أن الإمدادات الأمريكية مؤمنة في حالة وقوع كارثة أخرى، والمساهمة أيضًا في تعزيز إعادة إحياء التصنيع الأمريكي.
لكن الأمر لن يكون سهلاً لأن شركة TSMC تواجه بالفعل عقبات في عملياتها في فينيكس؛ من بينها تكاليف أعلى نسبيا للبناء في الولايات المتحدة ونقص في الموظفين المدربين تدريباً كافياً، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال.
بيد أن هناك كذلك سببا سياسيًا يدفع TSMC لتعميق العلاقات مع الولايات المتحدة. فمع تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين، شددت إدارة بايدن مرارا وتكرارا على التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن الجزيرة في حالة حدوث غزو صيني.