كشف محمد الحارثي استشاري تكنولوجيا المعلومات والإعلام الرقمي في شركة (ساندكس للاستشارات والحلول الرقمية) أن عيّنة البيانات التي تم تسريبها على الشبكة المظلمة Dark web، والخاصة بعملاء فوري المصرية، تُعد قديمة ولا تنطوي على أي معلومات تخص تعاملات العملاء البنكية أو المالية.
وقال الحارثي في تصريحات لمنصة «CNN الاقتصادية» إن الجهات الوحيدة المنوط بها تحديد ما إذا تم الاختراق بالفعل أم لا هي شركة فوري والفريق المصري لاستعدادات طوارئ الحاسب الآلي، والتابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية، مبيناً أن توقف خدمة (ماي فوري) عن العمل لم يأتِ بسبب هجمة سيبرانية، إنما نتاج تكالب المستخدمين على إيقاف الكروت الخاصة بهم نتيجة انتشار شائعة الاختراق بين المستخدمين.
ونوَّه بأن التعاملات المالية والبنكية الخاصة بالأفراد تندرج تحت ما يُسمى قاعدة بيانات الحسابات البنكية التي لا تمتلكها فوري، خاصة أن تلك الخدمات تُعد مِلكاً فقط للبنوك وتخضع لمعايير أمن وسلامة البنك المركزي المصري.
وأضاف أنه في حالة إذا ما تم بالفعل تسريب حسابات فهي فقط حسابات المستخدمين الشخصية على تطبيقات فوري التي تتضمن معلومات شخصية مثل الاسم وتاريخ الميلاد وليس حساباتهم البنكية، لافتاً إلى أن فوري تخضع لمعايير هيئة الرقابة المالية والإدارية، لكنها تلتزم بمعايير البنك المركزي في سبيل التكامل مع البنوك المختلفة لإتمام المعاملات المالية المختلفة.
وأكد أنه على الرغم من أن تلك المعلومات تُعد سرية وخاصة، فإنها ليست بأهمية وخطورة الحسابات البنكية نفسها، مبيناً صعوبة اختراق الحسابات الخاصة بالمعاملات المالية المصرفية، في ظل تطلبها العديد من الإجراءات، من ضمنها كلمة السر المستخدمة لمرة واحدة (أو تي بي) مؤكداً أن أي تعاملات مالية على فوري لا بد من مراجعة البنك قبلها.
شركات عملاقة تتعرض للهجمات السيبرانية
ونفى الحارثي وجود أنظمة أمنية إلكترونية مؤمنة بنسبة 100 في المئة، وأن كبرى الشركات التكنولوجية وشركات الإنترنت حول العالم تتعرض باستمرار لهجمات سيبرانية من ضمنها الاختراقات والفدية الإلكترونية.
وكانت كبرى شركات الإنترنت من ضمنها ( غوغل) و( أمازون) و(كلاود فلاير) تعرضت إلى إحدى كُبرى الهجمات السيبرانية على الإطلاق، أدت إلى توقف خدماتها على مواقعها الإلكترونية.
وأشارت الشركات إلى أنها استطاعت النجاة من تلك الهجمات، لكنها دقت ناقوس الخطر فيما يخص إحدى التقنيات الجديدة التي تسببت في تلك الهجمة على الأرجح.
وأبلغت شركة (ألفابت) المالكة لشركة (غوغل)، يوم الثلاثاء، عبر مدونة أن خدماتها السحابية قد صدت سيلاً من (الحركة المارقة) خارج أنظمتها بنحو سبعة أضعاف حجم الهجوم السابق الذي حطم الأرقام القياسية العام الماضي.
انتهاء التحقيقات في أزمة تسريب بيانات فوري
أكدت شركة فوري للمدفوعات الرقمية و التكنولوجيا المالية في بيان رسمي لها يوم الجمعة انتهاء تحقيقات الجهة المستقلة التي استعانت بها لكشف ما إذا تعرضت الشركة لاختراق شبكتها الإلكترونية عقب تداول أخبار تعرضها لهجمة سيبرانية.
وأشارت الشركة في البيان إلى أن تحقيقات الطرف الثالث الذي استعانت به لفحص الأنظمة والتطبيقات الخاصة بها (غروب-اي بي) العاملة في مجال الأمن السيبراني قد انتهت إلى أنه لم يتم اختراق أنظمة فوري أو تسريب أي بيانات خاصة ببطاقات العملاء أو معاملاتهم المالية، لافتة إلى أنها آمنة تماماً للاستخدام سواء للأفراد أو المؤسسات.
وأوضحت أن سبب توقف تطبيق (ماي فوري) عن العمل هو الضغط الشديد من المتعاملين على التطبيق بما يتجاوز قدرته على العمل، مضيفة أنها ستستكمل إجراءات التحقق فيما تداولته الأخبار الصحفية يوم الخميس على المواقع المختلفة، وذلك عقب التأكد من سلامة البنية التحتية للتطبيقات المستخدمة من قِبل الأفراد والمؤسسات.
تضارب في الأخبار
وكانت فوري قد أصدرت بياناً، يوم الخميس، تنفي فيه تعرضها لأي هجمات سيبرانية أو اختراق لأنظمتها المعلوماتية، منوّهة بأنها اختبرت الخوادم الخاصة بها على البث الحي، والتي أثبتت عدم تعرض الخوادم التي تخدم البنوك والمؤسسات المالية لأي اختراقات.
كان موقع هاك ماناك قد أشار إلى تعرض شركة فوري، يوم الخميس، لهجمة سيبرانية تصل درجة شدتها إلى خمسة درجات على مقياس من 1 إلى 5 من قِبل إحدى عصابات القرصنة الإلكترونية التي تُدعى لوك بيت 3.0 التي تعمل على اختراق الأنظمة والاستيلاء على بيانات العملاء مقابل فدية، مبيناً أن الأخيرة قد أمهلت فوري حتى الثامن والعشرين من شهر نوفمبر تشرين الثاني الجاري لدفع الفدية.