تعتزم شركة أبل استعراض أحدث أنظمة آي.أو إس والتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي خلال مؤتمر المطورين المقرر عقده خلال الفترة بين 10 و14 يونيو حزيران المقبل.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه الشركة الأميركية العديد من الاتهامات حول تخلفها عن اللحاق بركب الذكاء الاصطناعي، إذ ركز مؤتمر العام الماضي على الكشف عن نظارة ( فيجين برو) التي تسببت في الكثير من المشكلات الصحية للعملاء الأوفياء الذين قرروا شراءها فور إتاحتها في فبراير شباط، لدرجة دفعت بعضهم إلى إعادتها والاستغناء عن هذا المنتج من أبل.
لكن حالياً، يُشاع أن الشركة بدأت تهتم بتعزيز جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ تهتم بترخيص محرك (جيميني إيه آي) من غوغل، والذي يتضمن روبوتات للدردشة، وأدوات أخرى مدعومة بالذكاء الاصطناعي، لإدراجها في أجهزة آيفون المقبلة، فضلاً عن طرح ميزات نظام آي.أو.إس 18.
ومع ضخ المزيد من شركات التكنولوجيا مليارات الدولارات في تطوير الذكاء الاصطناعي، فإن شركة أبل غابت عن ثورة الذكاء الاصطناعي، مع عدم الإعلان عن أي منتجات أو استثمارات في هذا المجال، وقال برايان مولبري، مدير محفظة العملاء في شركة زاكس انفستمينت مانجيمنت، لوول ستريت جورنال «حتى الآن، لم تحقق أبل تأثيراً كبيراً في مجال الذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي هو ما يثير حماسة معظم المستثمرين، كل الزخم في السوق يتغذى حالياً بشكل عام من الذكاء الاصطناعي».
لذلك، فمن شأن الشراكة مع غوغل أن تدفع شركة أبل إلى التنافس المتنامي في مجال الذكاء الاصطناعي.
قال باحثو أبل إنهم طوروا مجموعة من النماذج متعددة الوسائط -التي تشير إلى نظام ذكاء اصطناعي يمكنه تفسير وتوليد أنواع مختلفة من البيانات، مثل النصوص والصور في الوقت نفسه- تسمى (إم إم 1).
وقال تقرير صادر عن هؤلاء الباحثين إن هذه الأساليب الجديدة تتميز بقدرات متفوقة.
ماذا نتوقع في المؤتمر هذا العام؟
قالت أبل في بيان رسمي، إن مؤتمر هذا العام سيسلط الضوء على التحديثات الجديدة على نظام آي.أو.إس، وآيباد، وماك، وتي.في.أو.إس، وفيجين برو، إضافة إلى ساعتها الذكية.
ومن المقرر أن تتيح الشركة إمكانية تجربة أحدث البرامج والتقنيات على أبل ديفلوبر، لكل من الطلاب والمطورين، علماً بأن مؤتمر هذا العام سيتضمن جلسات فيديو وفرصاً للتفاعل مع مصممي ومهندسي الشركة، والتواصل مع مجتمع المطورين العالمي.
وتشير بعض التسريبات إلى أن الحدث الأبرز في مؤتمر هذا العام، سيكون الإعلان عن نظام آي.أو.إس 18 الجديد، فقد يكون هذا هو أكبر تحديث لجهاز آيفون حصل عليه عملاء أبل منذ سنوات عديدة، وذلك بفضل الذكاء الاصطناعي.. ومن المرجح أن تدرج أبل هذه الميزات في أجهزة ماك أيضاً.
كما وضعت التسريبات بعض السيناريوهات التي يمكن لأبل أن تدرج بها الذكاء الاصطناعي ضمن نظامها الجديد، بداية من قوائم التشغيل على أبل ميوزيك، فقد تنشئها تلقائياً، وفقاً للحالة المزاجية للمستخدم، أو الكتابة وإنشاء مجموعة شرائح بمساعدة الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى إتاحة كتابة الأكواد بالنسبة للمطورين.
كما رجحت إمكانية تحسين طرق البحث، مع بعض التحديثات على (سيري)، فقد تدمج إمكانات المحادثة الطبيعية، وتحسن تجربة المستخدم من خلال السماح لسيري بالرد على الرسائل بشكل أفضل، مع إعطاء بعض الاقتراحات والخيارات الخاصة بالردود، فضلاً عن تفعيل الكثير من الاختصارات حتى يتمكن المستخدم من أتمتة المهام المعقدة أو متعددة الخطوات باستخدام الأوامر الصوتية.
وأفادت التسريبات بأن نظام آي أو إس 18 سيتضمن بعض التغييرات في التصميم، ومن المتوقع أن يشتمل التحديث على شاشة رئيسية أكثر قابلية للتخصيص، ما يمنح مستخدمي آيفون المزيد من الخيارات لمظهر هاتفهم، إلى جانب طريقة ترتيبهم التطبيقات.
وكانت أبل فقدت عرشها كـ”الشركة الأكثر قيمة في العالم” بعد انخفاض أسهمها بنسبة 10 في المئة هذا العام، بسبب تخلفها عن استخدام الذكاء الاصطناعي.
لكن أنباء التعاون مع غوغل لتضمين نموذج (جيميني) كمحرك بحث للذكاء الاصطناعي في هواتف آيفون أسهمت في ارتفاع أسهم كل من أبل وألفابت.
ويمكن أن تساعد تلك الصفقة المحتملة غوغل على توسيع استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لتشمل أكثر من ملياري جهاز أبل نشط.