فتح الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين تحقيقاً في تطبيق «تيك توك لايت» وهدد بتعليق ميزة «إدمانية» فيه، على حد وصفهم، تكافئ المستخدمين على مشاهدة مقاطع الفيديو والإعجاب بها، وسط مخاوف تتعلق بسلامة الأطفال.

وصل تيك توك لايت إلى فرنسا وإسبانيا في مارس آذار الماضي، ما سمح للمستخدمين الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً فما فوق بكسب نقاط يمكن استبدالها بسلع مثل القسائم أو بطاقات الهدايا من خلال برنامج مكافآت التطبيق.

وقالت المفوضية الأوروبية في، بيان نشرته على موقعها الرسمي، إن لديها مخاوف بشأن «مخاطر التطبيق التي قد تؤدي إلى أضرار جسيمة على الصحة العقلية للمستخدمين»، بما في ذلك القُصر.

وقالت اللجنة إن «تيك توك»، المملوكة لشركة بايت دانس الصينية، فشلت الأسبوع الماضي في تقديم تقييم للمخاطر الخاصة بالتطبيق المنفصل بحلول الموعد النهائي في 18 أبريل نيسان، وطالبت الشركة الآن بتسليمه بحلول يوم الثلاثاء وحتى 3 مايو أيار لتقديم المعلومات الأخرى المطلوبة.

وتهدد اللجنة كذلك بفرض إجراءات مؤقتة من بينها تعليق برنامج المكافآت في الاتحاد الأوروبي «في انتظار تقييم مدى سلامته»، وفقاً للبيان.

وحذرت اللجنة أيضاً من أنه إذا فشلت «تيك توك» في الرد على الطلب، فقد تفرض غرامات تصل إلى واحد في المئة من إجمالي دخلها السنوي أو من حجم مبيعاتها العالمية، وعقوبات دورية تصل إلى خمسة في المئة من متوسط دخلها اليومي أو حجم مبيعاتها السنوي في جميع أنحاء العالم.

وقال مفوض الاتحاد الأوروبي تييري بريتون في منشور على منصة إكس «نشتبه في أن تيك توك لايت يمكن أن يكون ساماً ومسبباً للإدمان وخصوصاً على الأطفال».

.

وهذا التحقيق هو الثاني الذي يجريه الاتحاد الأوروبي ضد «تيك توك» بموجب قانون جديد شامل، وهو قانون الخدمات الرقمية (DSA)، الذي يطالب الشركات الرقمية ببذل المزيد من الجهد لمراقبة المحتوى عبر الإنترنت.

وقالت اللجنة إنها تعتقد أن «تيك توك» أطلقت التطبيق «دون تقييم جدي مسبق للمخاطر التي ينطوي عليها، ولا سيما تلك المتعلقة بالتأثير الإدماني للمنصات، ودون اتخاذ إجراءات فعالة لتخفيف المخاطر».

ما برنامج مكافآت تيك توك؟

«تيك توك لايت» هو إصدار أصغر من تطبيق «تيك توك» الشهير، إذ يستهلك ذاكرة أقل في الهاتف الذكي ومصمم للعمل عبر اتصالات الإنترنت الأبطأ.

ويمكن لمستخدمي «تيك توك لايت» الفوز بمكافآت إذا قاموا بتسجيل الدخول يومياً لمدة 10 أيام، وإذا أمضوا وقتاً في مشاهدة مقاطع الفيديو (بحد أقصى يتراوح من 60 إلى 85 دقيقة يومياً) وإذا قاموا بإجراءات معينة، مثل الإعجاب بمقاطع الفيديو ومتابعة منشئي المحتوى.

وتعد «تيك توك» من بين 22 منصة رقمية ذات شعبية كبيرة جداً، بما في ذلك أمازون وفيسبوك وإنستغرام ويوتيوب، والتي يجب أن تمتثل لقواعد أكثر صرامة بموجب القانون ذاته منذ أغسطس آب من العام الماضي.

ويمنح القانون الاتحاد الأوروبي القدرة على فرض غرامات باهظة على الشركات قد تصل إلى ستة في المئة من الإيرادات السنوية العالمية للشركة الرقمية.

ويمكن للمخالفين المتكررين رؤية منصاتهم محظورة في الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة.

في فبراير شباط الماضي، فتحت اللجنة تحقيقاً رسمياً في «تيك توك» بموجب (DSA) بشأن الانتهاكات المزعومة لالتزاماتها بحماية القاصرين عبر الإنترنت.