يراقب الكثيرون عن كثب تقارير الأرباح الفصلية لعملاقي التجارة الإلكترونية الصينيين علي بابا وجيه دي.كوم المقرر إعلانها هذا الأسبوع باعتبارها مؤشراً مهماً على مزاج المستهلكين في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

واجهت الشركتان اللتان تمثلان معاً نحو 69 في المئة من إيرادات سوق التجارة الإلكترونية في الصين، منافسة متزايدة في السنوات الأخيرة من منصات منخفضة التكلفة، مثل بيندودو التابعة لشركة بي دي دي هولدنيغز ودوين المملوكة لشركة بايت دانس الشركة الأم لتطبيق تيك توك.

وستعلن شركة علي بابا عن أرباح الربع المنتهي في شهر مارس آذار الماضي يوم الثلاثاء، وموقع جيه دي.كوم يوم الخميس.

ويسعى المستهلكون الصينيون إلى الحصول على تخفيضات وتسوق منخفض التكلفة بسبب موقفهم الحذر تجاه الإنفاق بعد جائحة كوفيد-19 وسط انخفاض النمو الاقتصادي وتباطؤ قطاع العقارات.

وقد استجابت شركتا علي بابا وجيه دي.كوم لهذا الاتجاه، لكنهما تخاطران بانخفاض هوامش الربح من خلال القيام بذلك.

ساحة معركة للسلع المنخفضة التكلفة

تمثل ساحة المعركة منخفضة التكلفة هذه تحدياً لكل منها، ورغم سعي كلتيهما إلى بيع منتجات عالية القيمة من خلال بيع منتجات متميزة بشكل متزايد، مثل هواتف آيفون والمجوهرات ومستحضرات التجميل القيمة، لكنهما مضطران الآن للتخلي نوعاً ما عن هذه المساحة مع تقديم مجموعة واسعة من المنتجات الرخيصة خوفاً من فقدان حصتهما بالسوق.

وقالت كاثي لاي، المحللة في ستاندرد آند بورز غلوبال: «طالما ظل المستهلكون واعين للغاية للتكلفة، فمن المرجح أن تؤدي هذه السياسات إلى مزيد من تباطؤ نمو الإيرادات وتآكل هوامش الربح»، مضيفة أن كلا من علي بابا وجيه دي دوت كوم تتجهان أكثر نحو منطقة السلع التي لا تحمل علامات تجارية والتي كانت معقل بيندودو.

وقالت إن علي بابا «لا يمكنها تجاهل بيندودو، لكنها لا تستطيع أيضاً مواجهة التهديد التنافسي، وكذلك الأمر بالنسبة لـجيه دي.كوم في وضع مماثل».

وقالت مجموعة تاوباو وتيمول التابعة لشركة علي بابا في بيان رداً على طلب رويترز للتعليق: «بموجب استراتيجية المستخدم أولاً، استثمرت تاوباو ومجموعة تي مول بشكل استباقي وبقوة في توريد المنتجات والأسعار التنافسية والخدمة عالية الجودة لتلبية جميع مستويات طلبات المستهلكين».

وفي العام الماضي، تعهدت منصات علي بابا، وكذلك موقع جيه دي.كوم، بتقديم مليارات اليوانات لدعم الخصومات والكوبونات عبر أحداث المبيعات المنتظمة.

وفي الربع من سبتمبر أيلول إلى ديسمبر كانون الأول من العام الماضي، والذي تضمن أكبر مهرجان مبيعات لهذا العام ليوم العزاب، زادت إيرادات مجموعة تاوباو وتي مول التابعة لشركة علي بابا بنسبة 2 في المئة فقط على أساس سنوي، بينما ارتفعت جيه دي.كوم بنسبة 3.6 في المئة فقط.

بالنسبة للربع المنتهي في مارس آذار الماضي من هذا العام، يتوقع المحللون أن تنمو الإيرادات الإجمالية لشركة علي بابا، والتي يتم توليد 65 في المئة منها عن طريق ذراع التجارة الإلكترونية المحلي، بنسبة 5.3 في المئة على أساس سنوي بينما سيرتفع موقع جيه دي.كوم بنحو 6 في المئة، وهذا يتماشى تقريباً مع اتجاهات النمو في الأرباع الأخيرة.

في المقابل، ارتفعت إيرادات بي دي دي هولدنيغز بنسبة 123 في المئة في ربع ديسمبر كانون الأول، على الرغم من أن هذا الرقم يشمل منصتها الدولية سريعة النمو، تيمو، بالإضافة إلى منصة بيندودو المحلية التي تولد الغالبية العظمى من إيرادات الشركة الأم، ومن المتوقع أن تنمو دوين التي لا تكشف بانتظام عن بيانات المبيعات، بنسبة 60 في المئة لعام 2023، وفقاً لتقديرات شركة الأبحاث إي ماركتير.

سباق نحو القاع

وقال جاك رويزن، المدير الإداري للاستشارات الصينية في ديغيتال لكشري غروب، إنه بالإضافة إلى البيئة التنافسية الحالية التي تواجه علي بابا وجيه دي.كوم، تنفق العلامات التجارية المزيد على البث المباشر على المواقع.

وأضاف رويزن أن تأثير التخفيضات المستمرة «سيقضي» على أرباح العلامات التجارية مثل صانعي مستحضرات التجميل لوريال وإستي لودر التي تحصل على ما يصل إلى 30 إلى 40 في المئة من مبيعاتها في الصين من التجارة الإلكترونية.

وقال: «في مرحلة ما، ستدرك العلامات التجارية أنها لا تجني أي أموال (على منصات منخفضة السعر)».

وأوضح أنه «بدلاً من اغتنام الفرصة للظهور كمنصة أكثر تميزاً ورقياً وجديرة بالثقة، قررت (علي بابا) مضاعفة الخصومات والعروض الترويجية وضمان أفضل الأسعار وكل هذه الأشياء بالنسبة لي سباق نحو القاع».

(رويترز)