عدّد صندوق النقد الدولي، يوم الاثنين، إيجابيات وسلبيات الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أنه قد يزيد الإنتاجية ويعزز النمو الاقتصادي، لكنه في الوقت نفسه يهدد بالقضاء على ملايين فرص العمل واتساع التفاوت بين الدول في الدخل.
وتساءل نائب رئيس قسم الأبحاث بصندوق النقد جيوفاني ملينا، في مقطع فيديو نشر عبر حساب الصندوق على موقع التواصل الاجتماعي إكس -تويتر سابقاً- «هل سيأخذ الذكاء الاصطناعي وظيفتك؟»، وعقّب «التقنية الثورية يمكنها زيادة الإنتاجية ودعم النمو الاقتصادي وزيادة الدخل، لكن في الوقت نفسه يمكنها تهديد التشغيل وزيادة عدم المساواة».
وأضاف ملينا «التأثيرات المتوقعة للذكاء الاصطناعي على الاقتصاد العالمي وحياتنا هي سبب للحماس والقلق في ذات الوقت، لذا دعونا نبدأ بكيف تعيد بناء بيئة العمل».
سلبيات الذكاء الاصطناعي
وتابع ملينا «أبحاث صندوق النقد تُظهر أن 40 في المئة من الوظائف حول العالم يمكن أن تتأثر بالذكاء الاصطناعي، وفي الاقتصادات المتقدمة ترتفع النسبة إلى 60 في المئة ما يتسبب في ظهور فرص وأخطار».
المسؤول في صندوق النقد أوضح أنه في «بعض السيناريوهات ربما تظهر وظائف أو تختفي مع تولي الذكاء الاصطناعي عدداً من المهام عادة ما كان يؤديها البشر، على سبيل المثال يمكن لروبوتات المحادثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي الرد على العديد من استعلامات خدمة العملاء».
إيجابيات الذكاء الاصطناعي
وقال ملينا إن الجانب المشرق للذكاء الاصطناعي هو «إمكانية تعزيزه مهارات العمال والإنتاجية وفتح الباب لفرص جديدة، إذ يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل الأشعة الطبيعية بدقة لمساعدة الأطباء على الوصول إلى تشخيص أكثر دقة»، معقباً «يمكن أن تظهر وظائف جديدة وحتى صناعات جديدة بالكامل».
وأضاف المسؤول بصندوق النقد «في معظم الأسواق الناشئة والدول النامية هناك نسبة قليلة من الوظائف التي تحتاج لمهارات عالية مقارنة بالدول المتقدمة، لذا يتوقع أن تكون أقل تأثراً جراء الاضطرابات الفورية المحدودة للذكاء الاصطناعي».
وأوضح ملينا «كما لا تمتلك معظم هذه الدول البنية التحتية أو العمالة المدربة المطلوبة لجني ثمار الذكاء الاصطناعي، وهذا قد يوسع فجوة عدم المساواة بين الدول».
أشار ملينا إلى أن «الذكاء الاصطناعي قد يؤثر أيضاً على الدخل وعدم المساواة في الثروة داخل الدولة نفسها، فالموظفون الذين يستطيعون الاستفادة من الذكاء الاصطناعي سيحصلون على رواتب أفضل أو زيادة في إنتاجيتهم، فيما أولئك الذين لا يجيدون استخدام هذه التقنية قد يتراجعون» في حياتهم الوظيفية.
ويرى المسؤول بصندوق النقد أن «الموظفين الشباب قد يستغلون الفرص بطريقة أفضل، بينما يعاني الموظفون الكبار في التأقلم مع التقنية الجديدة».
وكشف ملينا أنه في «معظم السيناريوهات من المنتظر أن يزيد الذكاء الاصطناعي عدم المساواة»، معقباً «وهو نهج مقلق، على صانعي السياسات منعه».
صندوق النقد والذكاء الاصطناعي
وقال ملينا «السؤال الرئيسي هو؛ كيف نتأكد أن فوائد الذكاء الاصطناعي تصل للجميع؟»، وتابع «لمساعدة الدول على صياغة السياسات السليمة يطور صندوق النقد مؤشر جاهزية الذكاء الاصطناعي الذي يقيس الجاهزية في مجالات مثل البنية التحتية الرقمية، وسياسات رأس المال البشري وسوق العمل، والابتكار والتشريعات».
وأضاف المسؤول بصندوق النقد «أظهر المؤشر أن الدول الغنية مثل سنغافورة والدنمارك وأميركا أكثر جاهزية لتبني الذكاء الاصطناعي مقارنة بالدول ذات الدخل المنخفض».
وأشار ملينا إلى أن «على الدول المتقدمة توسيع شبكات الأمان الاجتماعي والاستثمار في تدريب العمال ومنح الأولوية للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، كذلك عليها تعزيز التشريعات لحماية المواطنين من المخاطر وبناء ثقة في هذه التقنية».
وأوضح المسؤول في صندوق النقد «فيما على الأسواق الناشئة والدول النامية وضع أساس قوي عبر الاستثمار في البنية التحتية الرقمية والتدريب التقني للعمال»، مشدداً «معاً يمكننا عبور هذه الثورة التقنية مع ضمان مستقبل باهر وشامل للأجيال المقبلة».