يترقب كثيرون مؤتمر أبل السنوي للمطورين العالميين يوم الاثنين في ظل توقعات بأن تعلن الشركة عن شراكة مع أوبن إيه آي مالكة تطبيق تشات جي بي تي، وتكشف عما توصلت إليه بشأن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي المقبلة وكيفية تطبيقها داخل هواتف آيفون الخاصة بها.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أبل، تيم كوك في أحدث مكالمة هاتفية لأرباح الشركة في أوائل مايو أيار الماضي «إننا نرى الذكاء الاصطناعي التوليدي فرصة رئيسية عبر منتجاتنا ونعتقد أن لدينا مزايا تميزنا هناك»، مشيراً إلى أن الشركة ستعلن عن الأخبار في الأسابيع المقبلة.
ووفقاً للمحلل لدى ويد بوس، دان آيفز فإن التوجه نحو الذكاء الاصطناعي سوف يطلق آفاقاً جديدة لشركة أبل، وسيكون له تأثير دائم على منتجاتها وخدماتها.
ومن المنتظر أن تطلق أبل أهم حدث لها منذ سنوات وسط مجموعة من التحديات، إذ ينتظر المستخدمون الآن وقتاً أطول لتحديث أجهزتهم، وتؤثر البيئة الاقتصادية الضبابية على المستهلكين، خاصة في الصين، لذا يمكن أن يؤدي التوجه الكبير نحو الذكاء الاصطناعي إلى تحفيز نمو مبيعات وخدمات هواتف آيفون خلال السنوات المقبلة.
كما تُواجَه الشركة أيضاً تنظيمياً في واشنطن، وسط منافسة مع شركة تصنيع الرقائق إنفيديا على المرتبة الثانية في قائمة أكبر الشركات قيمة سوقية في العالم.
أبل والذكاء الاصطناعي
من المتوقع أن تطلق شركة أبل مبادرتها للذكاء الاصطناعي تحت اسم «أبل إنتليجينس» في هذا الحدث، على أن تكون معتمدة على موافقة المستخدمين، ما يعني أن الشركة لن تجعل المستخدمين يتبنون الخدمة إذا لم يرغبوا في ذلك، ولكن سيتطلب الأمر هاتف آيفون 15 برو أو جهازاً مزوداً برقائق أكثر تقدماً مثل M1، وفقاً لتقرير جديد صادر عن بلومبيرغ.
وربما تكون الطريقة الأكثر وضوحاً التي يمكن لشركة أبل أن تتبنى بها الذكاء الاصطناعي التوليدي هي من خلال «سيري» المساعد الافتراضي للشركة، وقد يمكّن ذلك «سيري» من أداء مهام محددة مثل تذكر صورة التقطت منذ سنوات على الجهاز أو الإجابة عن أسئلة مفصلة بشأن الطقس أو الأخبار، وبمرور الوقت، يمكنها معرفة تفضيلات المستخدم وحتى شخصيته، والاستجابة وفقاً لذلك.
وبالنظر إلى الأدوات المنافسة من الشركات الأخرى، فمن المحتمل أيضاً أن تساعد الميزات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لجهاز آيفون المستخدمين في تلخيص رسائل البريد الإلكتروني وصياغتها أو عرض المعلومات على شاشة الجهاز بإشارة الإصبع.
وقد يعني ذلك أيضاً تغييرات في النظام البيئي لشركة أبل بالكامل من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في تطبيقاتها الخاصة، مثل خرائط أبل، وآي موفي، وآي فوتو، كما يتوقع بعض المحللين أن تصدر الشركة أدوات لمطوري العلامات التجارية وصانعي التطبيقات لإنشاء تجارب جديدة.
وقال المحلل في شركة أبحاث السوق فروستر، توماس هوسون لشبكة CNN، «سيسمح الذكاء الاصطناعي التوليدي للأجيال المقبلة من أجهزة آيفون بأن تصبح حاسة سادسة، ما يمكّننا من مسح العالم من حولنا والتفاعل معه».
وفي السياق نفسه قال أحد كبار المحللين لدى إيه بي آي ريسيرش، ريس هايدن «سيكون الذكاء الاصطناعي أساساً للتركيز الاستراتيجي الكامل لشركة أبل، لذلك ستسلط الشركة الضوء على جهود البحث والتطوير للمضي قدماً، والاستثمارات وعمليات الاستحواذ المتوقعة التي قامت بها لدعم مقترحاتها».
شراكة استراتيجية
أفادت التقارير مؤخراً بأن شركة أبل كانت تناقش فرص الشراكة مع كل من أوبن إيه آي وغوغل، لتشغيل أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، ولكن يُعتقد الآن أن الشركة قد وقعت صفقة مع منشئ تشات جي بي تي، وقد تعلن عنها خلال الكلمة الافتتاحية يوم الاثنين.
وأضاف هايدن «إذا كانت أوبن إيه آي مسؤولة عن تعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي لشركة أبل، فإنني أتوقع إعلاناً رسمياً عن الشراكة، إذ يرغب المستهلكون والشركات في فهم اللوائح والقواعد وما يشتركون فيه وكيف ستستخدم الشركة بياناتهم».
وذكر هايدن أنه رغم أن الشراكة ستمنح الشركة دفعة ابتكارية تشتد الحاجة إليها، فإنها يمكن أن تعوق أيضاً سيطرة أبل على تطوير المنتجات وعلى القواعد واللوائح المتعلقة بجمع البيانات والخصوصية.
كما أن تعاون أبل مع شركة وتقنية لم تحظَيا بثقة الجمهور بعد قد يشكل بعض المخاطر أمام عملاقة التكنولوجيا في المستقبل، في وقت لا تزال تواجه أوبن إيه آي فيه انتقادات بشأن بعض ممارساتها المتعلقة بالشفافية بشأن التكنولوجيا التي تطورها.
تحديث فيجين برو
من المرجح أن تقدم شركة أبل تحديثاً لنظارة الواقع المختلط «فيجين برو»، التي أعلن عنها قبل عام واحد، وأصبحت متاحة للشراء في فبراير شباط الماضي.
ويمكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى دفع نظارة الرأس إلى مستوى آخر من التخصيص والانغماس والدخول في حالات استخدام جديدة للشركات، لا سيما في المجالات التعليمية والطبية.
وقال مدير المحلل في شركة أبحاث السوق جارتنر، تونغ نيجوجن إن «أي شركة مهتمة بسماعات الرأس يجب أن تفكر في الذكاء الاصطناعي في جميع خطوط إنتاجها».
ويمكن أن تؤدي الترقيات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي إلى زيادة مبيعات نظارة فيجين برو باهظة الثمن التي يبدأ سعرها من 3499 دولاراً ويقال إنها تشهد طلباً ضعيفاً.
التركيز على الخصوصية والأمان
لقد اعترفت الشركات بالمخاطر الجسيمة التي يشكلها الذكاء الاصطناعي، بدءاً من التلاعب ونشر المعلومات المضللة حتى فقدان السيطرة الذي قد يؤدي إلى انقراض الإنسان، وقد أعرب العديد من الباحثين والعاملين في مجال الذكاء الاصطناعي عن الحاجة إلى تثقيف الجمهور بشكل أفضل حول المخاطر وإجراءات الحماية.
ونظراً لتركيز أبل منذ فترة طويلة على خصوصية المستهلك وأمانه، فقد تحتاج أبل إلى معالجة كيفية تأثير استخدام هذا النوع من التكنولوجيا على المستهلكين، ومن المحتمل أن ينعكس ذلك أيضاً في إعلانات يوم الاثنين.
(سامانثا ميرفي كيلي، CNN).