قال عمر العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي بحكومة دولة الإمارات إن بلاده في طليعة الدول المعنية بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
ولهذا السبب أكد العلماء لشبكة CNN: «نعمل مع الشركاء عبر الحدود، ونلعب وفقاً للقواعد التي يضعها قادة السوق».
وعمر العلماء هو أول وزير في العالم مختص لتطوير استراتيجية الذكاء الاصطناعي منذ عام 2017 وأصبح في خضم صراع القوى العالمية من أجل التفوق التكنولوجي.
وفي أبريل نيسان الماضي، أعلنت شركة مايكروسوفت استثماراً بقيمة 1.5 مليار دولار في «جي 42»، وهي مجموعة للذكاء الاصطناعي مقرها أبوظبي.
وقال عمر العلماء، لشبكة CNN: «أعتقد أن دولة الإمارات والولايات المتحدة تتفقان حقاً فيما يتعلق بكيفية دفع هذه التقنيات إلى الأمام، وأعتقد أننا سنرى المزيد من التوافق في هذا الإطار».
وتتكون «جي 42»، وهي شركة قابضة، من 7 شركات تعمل في مراكز البيانات والطاقة والرعاية الصحية والمراقبة والتكنولوجيا الحيوية برئاسة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، الذي يشغل أيضاً منصب مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات.
كذلك تُعدّ دولة الإمارات واحدة من أكبر منتجي الوقود الأحفوري في العالم، وترى أبوظبي أن جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي أمر بالغ الأهمية لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.
ووفق تقديرات شركة «برايس ووترهاوس كوبرز» الشرق الأوسط، فإنه من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بنحو 96 مليار دولار في اقتصاد الإمارات بحلول عام 2030، أي ما يعادل نحو 14 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
من هنا يريد العلماء، الذي تشمل اختصاصاته الوزارية الاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، أن يجعل دولة الإمارات رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول 2031.
ووضعت دولة الإمارات استراتيجية وطنية لتحقيق ذلك، وتشمل أهدافها نشر الذكاء الاصطناعي في القطاعات ذات الأولوية مثل الطاقة والخدمات اللوجستية، وتطوير النظام البيئي وجذب المواهب.
كذلك تدرب دولة الإمارات المسؤولين الحكوميين على الذكاء الاصطناعي، بينما تهدف دبي إلى تعليم مليون مواطن الهندسة السريعة الفعالة، وتوجيه نماذج الذكاء الاصطناعي لإنتاج مخرجات عالية الجودة.
وقال العلماء إنه بدءاً من سبتمبر أيلول الماضي، كان لدى الدولة الخليجية 120 ألف شخص يعملون في الذكاء الاصطناعي أو الصناعات ذات الصلة، مقارنة بـ30 ألفاً قبل عامين.
اختيار الحلفاء
وفيما يخص اختيار الشركاء في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يشهد منافسة شرسة جداً بين واشنطن وبكين على وجه الخصوص، يقول عمر العلماء «إن الولايات المتحدة لا تخجل من القول إنه فيما يتعلق بهذه التكنولوجيا على وجه التحديد، عليك اختيار أحد الجانبين».
وتاريخياً تنحاز دولة الإمارات دائماً إلى التوازن في سياستها الخارجية.
وقيدت واشنطن بيع الرقائق الأميركية المتطورة لضمان عدم استخدام الصين لدول الشرق الأوسط كباب خلفي للوصول إلى أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، وفقاً لرويترز.
فيما قالت «إنفيديا»، ثالث أكبر شركة في العالم بعد «مايكروسوفت» و«أبل»، في ملف تنظيمي في أغسطس آب 2023، إن الحكومة الأميركية أبلغت شركة تصنيع الرقائق أن بعض منتجاتها ستواجه متطلبات ترخيص إضافية «لعملاء معينين ومناطق أخرى، بما في ذلك بعض البلدان في الشرق الأوسط».
ورغم ما أثاره بعض السياسيين الأميركيين حول مخاوف من عدم وجود تفاصيل كافية لديهم حول الصفقة بين «جي 42» و«مايكروسوفت».
قال عمر العلماء إن دولة الإمارات شريك جدير بالثقة، وقال «لا أعتقد أن هناك أي خطر، خاصة وأن هناك الكثير من التكنولوجيا الأميركية المتطورة موجودة في دولة الإمارات»، مضيفاً أنه يتحدث بصفته الشخصية، وليس كمسؤول حكومي.
قوة تكنولوجية رائدة
في أواخر عام 2023، كشف معهد الابتكار التكنولوجي المدعوم من حكومة أبوظبي عن نموذج لغوي كبير (LLM)، وهي التكنولوجيا التي تقف وراء روبوتات الدردشة العاملة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، والتي تسمى (فالكون 10 بي).
وتفوقت على تلك المقدمة من «غوغل» و«ميتا» ببعض المقاييس.
وقال العلماء «نحن نعلم أنه لا تستطيع كل دولة تطوير هذه الأنظمة أو هذه الأدوات، لذلك نريد التأكد من أننا قادرون على تطويره لهم».
ويقول بعض المحللين إن الثروة النفطية الهائلة في الإمارات ستكون أساسية في تطوير بنية تحتية باهظة الثمن للذكاء الاصطناعي.
ومع تزايد المخاوف بشأن المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي، دعا العلماء إلى تشكيل تحالف عالمي لتنظيم تطوير واستخدام التكنولوجيا.
كما يتوقع العلماء أن تتسبب تقنية التزييف العميق في «أزمة الحقيقة الأساسية» ويمكن أن تؤدي إلى «أزمة سياسية»، كما أنه يشعر بالقلق من أن الذكاء الاصطناعي قد يسهل عملية صنع أسلحة التكنولوجيا الحيوية.
وقال «أحاول ألّا أكون مروجاً للخوف، ولكن هناك عدداً قليلاً جداً من الحواجز الموجودة لضمان عدم حدوث ذلك».
(إيمي جونيا – CNN)