كما يسعى الرياضيون إلى الفوز بالميداليات الأولمبية يبحثون أيضاً عن وسائل لزيادة أعداد متابعيهم على مواقع التواصل الاجتماعي وعلامات الإعجاب في أثناء مشاركتهم في أولمبياد باريس، إذ لا تقل منافسات مواقع التواصل الاجتماعي ضراوة عن المنافسات الأولمبية.
اشتهرت لاعبة الرغبي، الأميركية إيلونا ماهر، بعد مشاركتها في أولمبياد طوكيو، ولديها الآن أكثر من مليون متابع على تيك توك، وهذا على الرغم من أن رياضتها ليست الأكثر شعبية في الولايات المتحدة، وتريد زميلتها في الفريق أريانا رامسي أن تتبع مساراً مشابهاً عن طريق بث أربعة مقاطع فيديو يومياً خلال فترة مشاركتها في أولمبياد باريس، ما يساعدها على تحقيق طموحها لبدء علامتها التجارية الخاصة بالملابس الرياضية يوماً ما، إلّا أن أريانا رامسي تتخوف من ضغط التخطيط، ومدى نجاحها في اختيار الوقت المناسب والمحتوى المناسب واللقطات المناسبة ومدى ترابط المحتوى.
مثل العديد من الرياضيين الأولمبيين الآخرين الذين يعملون في وظائف ثانية أو حتى ثالثة، تستخدم رامسي وسائل التواصل الاجتماعي لتحسين دخلها، إذ تحصل على 100 دولار مقابل كل فيلم دعائي قصير عن المنتجات والعلامات التجارية على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، و50 دولاراً مقابل مشاركة كل قصة، «هذه وظيفة مستقلة تماماً» كما قالت رامسي.
من جانبها، قالت مديرة التسويق الرياضي العالمي لدى غوغل، كيت جونسون «الرياضيون لا يحتاجون إلى أن يكونوا من بين الأشهر لكسب الزخم عبر الإنترنت، يجب ألّا يكون لديك اسم كبير، ولكن لا بد أن يكون لديك شيء فريد لتشاركه مع الناس، لترغب العلامات التجارية في الوصول إليك».
وإلى جانب عمل جونسون لدى غوغل فإنها إحدى أمناء المؤسسة العالمية للرياضة النسائية، وحازت الميدالية الفضية في التجديف في أولمبياد أثينا عام 2004، وتشعر بأن عليها دوراً توعوياً تجاه الرياضيين «كانوا في حلبة السباق يتنافسون ولم ينتبهوا بالضرورة إلى كيفية تحقيق دخل من هذه اللحظة».
دعم مؤسسي
يمكن للرعاة أن يقدّموا دفعة قوية في مجال دعم وجود الرياضيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وقدّمت شركة فيزا دورات تدريبية لأكثر من 100 رياضي من الفريق الذي يتمتع برعايتها، وشمل التدريب كيفية سرد القصص الرقمية ومشاركة الأحداث.
وتضمنت الدورة أيضاً تعليمات عملية بشأن كيفية استخدام المنصات بالإضافة إلى إرشادات فيما يتعلق بسرد القصص الرقمية، وقالت نائبة الرئيس لاستراتيجية الرعاية العالمية لدى فيزا، أندريا فيرتشايلد «كان من المفيد مساعدتهم على كيفية التواصل مع معجبيهم وتحسين شعورهم بالراحة في هذه المساحة الإبداعية».
وشملت الدورة توعية الرياضيين إزاء كيفية إدارة مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ أصبحت الإساءة عبر الإنترنت حقيقة لا مفر منها للرياضيين، ووجد تقرير صادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم أن لاعبة من كل خمس لاعبات في كأس العالم للسيدات 2023 تعرضت لمحتوى عنصري أو مسيء، وحتى أكثر منشئي المحتوى حماسة يعترفون بأن قضاء الكثير من الوقت على الإنترنت له ثمن.
وأعلنت شركة الملابس الرياضية اسيكس أنها تتعاون مع شركة سيجنفاي لعلوم البيانات لحماية رياضييها من التحرش عبر الإنترنت، وقال رئيس التسويق الرياضي العالمي بشركة اسيكس، أوليفييه مينيون «نحن ندرك تماماً التأثير السلبي للتحرش عبر الإنترنت والتنمر الإلكتروني على الصحة العقلية، وبالتالي نحن حريصون على المساعدة في حماية رياضيينا من الإساءة عبر الإنترنت».
وتقدّم شركة سامسونغ للإلكترونيات لكل رياضي في الألعاب الأوليمبية الأدوات اللازمة للعمل، وهي عبارة عن إصدار مخصص للألعاب الأوليمبية من هاتفها الجديد القابل للطي.
ولم تكن لاعبة الرغبي إيلونا ماهر، التي لديها أكثر من 590 ألف متابع على إنستغرام، بمنأى عن «المتصيدين» على وسائل التواصل الاجتماعي، وقالت للصحفيين إنها تتعامل مع وجودها على الإنترنت كوسيلة لتحقيق غاية «هل كنت أتمنى القيام بذلك؟ لا، لكنني أحب ما فعله لي».
(رويترز)