تزداد الشكوك بشأن مدى كفاءة السيارات ذاتية القيادة وقدرتها على حفظ أمن ركابها وباقي روّاد الطريق من المارة وقائدي السيارات، ويأتي هذا بعد حادثة جديدة تسببت فيها إحدى سيارات شركة تسلا وهي تحت وضع القيادة الذاتية.

وقالت الشرطة الأميركية إن سيارة تسلا، موديل إس، كانت في وضع «القيادة الذاتية الكاملة» عندما صدمت وقتلت سائق دراجة نارية يبلغ من العمر 28 عاماً في منطقة سياتل في أبريل نيسان 2024، ما يجعله ثاني حادث مميت بسبب التكنولوجيا التي يعلق عليها الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، آماله.

وقالت الشرطة في بيان إن السائق البالغ من العمر 56 عاماً اعتُقل للاشتباه في ارتكابه جريمة قتل بالسيارة بناءً على اعترافه بأنه كان ينظر إلى هاتفه المحمول أثناء استخدام خاصية القيادة الذاتية، بينما تقول تسلا إن برنامج «القيادة الذاتية الكاملة (المُشرف عليها)» يتطلب إشرافاً نشطاً للسائق ولا يجعل المركبات مستقلة بذاتها.

كانت الإدارة الوطنية للسلامة على الطرق السريعة في الولايات المتحدة قد بدأت تحقيقاً خاصاً بقياس مدى أمان نظم القيادة الذاتية في أغسطس 2021 بعد رصد أكثر من اثنتي عشرة حادثة اصطدمت فيها سيارات تسلا بسيارات طوارئ متوقفة، ومراجعة مئات الحوادث التي يشترك فيها نظام القيادة الذاتية الآلية.

وفي ديسمبر الماضي اضطرت تسلا إلى استدعاء جميع سياراتها تقريباً من السوق الأميركية لإضافة ضمانات للبرنامج.

إلى أين وصلت أنظمة القيادة الذاتية؟

ما زالت القضايا قيد التحقيق، لكن الخبراء يؤكدون أن هناك حدوداً لكفاءة تقنية تسلا التي تعتمد على الكاميرات والذكاء الاصطناعي.

يرى المحلل لدى جايد هاوس إنسايت، سام أبو السميد أن «هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن تسوء مع الاعتماد فقط على الكاميرات وحدها في أنظمة تسلا، على سبيل المثال من الممكن عدم قياس مدى بُعد الأجسام عن السيارة بشكل دقيق».

وتستخدم منافسة تسلا، السيارة وايمو التابعة لشركة ألفابت، أجهزة استشعار باهظة الثمن للكشف عن بيئة القيادة، بدلاً من الاعتماد على منظومة الكاميرات فقط.

من جانبه، قال أستاذ الهندسة الكهربائية والحاسب في جامعة كارنيغي ميلون، راج راجكومار «من الصعب للغاية جمع وتنظيم البيانات من جميع أنواع العناصر في العالم الحقيقي مثل الدراجات النارية والدراجات في مجموعة واسعة من الظروف الجوية والبرق والطرق وحركة المرور».

طموحات ماسك مستمرة

حاول إيلون ماسك، لسنوات، تحقيق طموحة بإطلاق سيارة تتمتع بمزايا القيادة الذاتية، ومواجهة التدقيق التنظيمي والقانوني المتزايد المُحيط بالتكنولوجيا

وفي 2024 أرجأ ماسك خطط إنتاج سيارات تسلا الاقتصادية الجديدة، وزاد من رهاناته على المركبات ذاتية القيادة، قائلاً إنه سيصاب بالصدمة إذا لم تتمكن تسلا من إطلاق «السيارات بخاصية القيادة الذاتية الكاملة» العام المقبل.

وفي مقابلة مع مالكي تسلا في وادي السيليكون نهاية الأسبوع الماضي، قال إن السيارة المستقبلية ستكون مثل «صالة صغيرة متنقلة» إذ سيتمكن السائقون من مشاهدة الأفلام ولعب ألعاب الفيديو والعمل وحتى النوم.