تشعر شركة أوبن إيه آي (IOpenA ) بالقلق من تعلق مستخدمي تشات جي بي تي بروبوت الدردشة كثيراً من أجل الرفقة، ما قد يؤدي إلى ارتباطهم عاطفياً به بسبب وضع الصوت البشري الجديد.

جاء هذا الكشف في تقرير صدر يوم الخميس من الشركة بشأن مراجعة السلامة التي أجرتها للأداة -التي أجرتها الأسبوع الماضي- ونموذج الذكاء الاصطناعي اللغوي الكبير الذي تعمل عليه.

ويبدو أن خاصية الصوت المتقدمة في تشات جي بي تي أشبه بالحياة بشكل ملحوظ، فهي تستجيب في الوقت الفعلي، ويمكنها التكيف مع المقاطعات، وتصدر ردود فعل تماماً مثل التي يصدرها البشر أثناء المحادثات مثل الضحك أو التعجب، كما يمكنها الحكم على الحالة العاطفية للمتحدث بناءً على نبرة صوته.

وبعد دقائق من إعلان (أوبن إيه آي) عن هذه الميزة في مؤتمر أقيم في وقت سابق من هذا العام، تمت مقارنتها بالمساعد الرقمي للذكاء الاصطناعي في فيلم «Her» لعام 2013، الذي تقع فيه بطلة الفيلم في حب الآلة، لينكسر قلبها عندما يعترف الذكاء الاصطناعي بأن لديه أيضاً علاقات مع مئات المستخدمين الآخرين.

وتشعر شركة أوبن إيه آي الآن بالقلق من أن القصة الخيالية أصبحت قريبة جداً من الحقيقة، بعد أن قالت إنها لاحظت بعض المستخدمين يتحدثون بلغة «تعبر عن روابط مشتركة» مع الأداة.

وقالت الشركة إن تفاعلات المستخدمين البشريين مع الوضع الصوتي في تشات جي بي تي قد تؤثر أيضاً، بمرور الوقت، على ما يعتبر طبيعياً في التفاعلات الاجتماعية.

وقالت الشركة في التقرير «نماذجنا محترمة، وتسمح للمستخدمين بالمقاطعة وأخذ الميكروفون في أي وقت، وهو أمر متوقع من الذكاء الاصطناعي، لكنه سيكون مخالفاً للمعايير في التفاعلات البشرية التي تتطلب إجراء الأحاديث بشكل آخر».

وفي الوقت الحالي، تقول الشركة إنها ملتزمة ببناء الذكاء الاصطناعي «بشكل آمن»، وتخطط لمواصلة دراسة إمكانية «الاعتماد العاطفي» من قبل المستخدمين على أدواتها.

وقد بدأ بعض الأشخاص بالفعل في تكوين ما يصفونه بالعلاقات الرومانسية مع روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، ما أثار قلق خبراء العلاقات.

وقالت ليزيل شرابي، الأستاذة في جامعة ولاية أريزونا، التي تدرس التكنولوجيا والتواصل البشري، في مقابلة لها مع شبكة CNN في يونيو حزيران «إنها مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الشركات للتعامل مع هذا الأمر بطريقة أخلاقية ومسؤولة، وكل هذا في مرحلة تجريبية الآن، أنا قلقة بشأن الأشخاص الذين يشكلون روابط عميقة حقاً مع التكنولوجيا التي قد لا تكون موجودة على المدى الطويل والتي تتطور باستمرار».