تبين أن رجل الأعمال التكنولوجي مايك لينش، الملقب بـ« بيل غيتس البريطاني»، من بين المفقودين بعد غرق يخت شراعي فاخر يوم الاثنين قرب باليرمو بجزيرة صقلية، بحسب مصدر مطلع على عمليات الإنقاذ في هذه الحادثة التي أدت لمقتل شخص وفقدان ستة آخرين.
وأشار المصدر عينه إلى أن عناصر الإغاثة أنقذوا أنجيلا بيكاريس، زوجة رجل الأعمال البريطاني الذي جرت تبرئته أخيراً في الولايات المتحدة من تهمة احتيال بقيمة 11 مليار دولار.
وكان خفر السواحل الإيطاليون قالوا في بيان أصدروه في وقت سابق الاثنين إنه «قرابة الساعة الخامسة من صباح اليوم (03:00 بتوقيت غرينتش)، إثر عاصفة عنيفة، غرق مركب شراعي طوله 56 متراً، يحمل اسم (بايزيان) ويرفع العلم البريطاني، قبالة سواحل بورتيتشيلو»، وهي مدينة ساحلية تبعد نحو 15 كيلومتراً إلى الشرق من باليرمو.
وفي منتصف الليل، اجتاحت رياح عنيفة وأمطار غزيرة الساحل، ما تسبب في أضرار مادية للمنشآت الواقعة على الشاطئ. وذكرت وسائل إعلام أن المنطقة شهدت عبور عمود مائي، وهو طبقة متحركة من الهواء والماء.
وكان على متن المركب 12 راكباً وعشرة من أفراد الطاقم، غالبيتهم من البريطانيين، وفق وسائل إعلام إيطالية.
وقد أُنقذ 15 شخصاً واعتُبر سبعة آخرون في عداد المفقودين في البداية، وهم أحد أفراد الطاقم وستة ركاب، من الجنسيات البريطانية والأميركية والكندية، لكن عُثر في وقت لاحق على جثة أحد المفقودين السبعة في حطام المركب الشراعي وجرى سحبها.
من هو مايك لينش؟
يُعد مايك لينش، البالغ 59 عاماً، أحد أشهر رواد الأعمال البريطانيين في مجال التكنولوجيا.
وفي السنوات الأخيرة، جرى التداول بشكل رئيسي باسم رجل الأعمال في إطار محاكمته في قضية احتيال مرتبطة ببيع شركة برمجيات «أوتونومي» لمجموعة «إتش بي» الأميركية مقابل 11 مليار دولار في عام 2011.
واتهمت «إتش بي» برمجيات «أوتونومي» بتزوير حساباتها، آخذة -خصوصاً على مايك لينش- تضخيمه إيرادات الشركة المعلنة ونمو الإيرادات والهوامش بشكل مصطنع.
وفي عام 2023، سلمت المملكة المتحدة لينش إلى الولايات المتحدة لمحاكمته في هذه القضية، لكن تمت تبرئته في يونيو حزيران بعد محاكمة في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا.
كان لينش، الذي ينحدر من سوفولك في شرق إنجلترا، مستشاراً سابقاً لرئيسي وزراء بريطانيين وكان في السابق رائد أعمال بارزاً بدا كأنه يمثل قصة نجاح بريطانية نادرة في مجال التكنولوجيا.
تبلغ ثروة رجل الأعمال 500 مليون جنيه إسترليني، أو 648 مليون دولار، وفقاً لأحدث قائمة «أثرياء» لصحيفة صنداي تايمز، وترجع شهرته إلى قضية بيع شركته «أوتونومي».
أسس الشركة في عام 1996 في كامبريدج، حيث حصل على الدكتوراه، وحولها إلى شركة بريطانية رائدة في مجال التكنولوجيا.
ولكن بعد عام واحد فقط من الصفقة الضخمة، أعلنت شركة إتش بي عن خسارة قدرها 8.8 مليار دولار، بما في ذلك أكثر من 5 مليارات دولار نسبت إلى بيانات مبالغ فيها من أوتونومي، ما أدى إلى وقوع لينش في فضيحة احتيال استمرت عقداً من الزمن.
وبعد تبرئته العام الماضي، قال لينش بعد صدور الحكم في محكمة سان فرانسيسكو، «أتطلع إلى العودة إلى المملكة المتحدة والعودة إلى ما أحبه أكثر من أي شيء آخر: عائلتي والابتكار في مجالي».