حثّ مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس المستثمرين هذا الأسبوع على دعم التقنيات الصديقة للبيئة، مشدداً على أن هذه التكنولوجيا التي يرى أنها مربحة قد تُطلق شرارة «ثورة صناعية خضراء».
وسلّط الملياردير الأميركي المعروف بأعماله الخيرية، خلال قمته «بريكثرو إنرجي» في لندن الضوء على أكثر من مئة شركة تعمل على الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة في أهم القطاعات المسببة لانبعاثات الكربون، مثل التصنيع والطاقة والنقل، وهي السبب الرئيسي لتغير المناخ.
يأتي ذلك بينما تواجه المبادرات الابتكارية في المسائل البيئية انتقادات شديدة، إذ يرى فيها البعض عملية إلهاء مكلفة لتشتيت الانتباه عن الأولوية الحقيقية المتمثلة في الحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الدفيئة وتمويل البلدان النامية في طريقها إلى التحوّل في مجال الطاقة والتكيف مع تغير المناخ.
وكانت نتائج النسخة الأولى من قمة «بريكثرو إنرجي» في عام 2022 مخيبة للآمال، إذ إنه بعد جمع أول مليار دولار بالتعاون مع أثرياء آخرين، بينهم رئيس «أمازون» جيف بيزوس ورئيس «علي بابا» جاك ما، لم تجتذب القمة سوى بضع مئات من المشاركين.
ومع ذلك، بدأ مستثمرون آخرون الاهتمام بالشركات الناشئة في هذا القطاع الذي كان يُنظر إليه طويلاً على أنه محفوف بالمخاطر، وهذا العام، اجتمع نحو 1500 من مديري المصارف وصناديق الاستثمار المدعومة من الحكومات والشركات الكبرى لمعاينة محركات الطائرات الهيدروجينية التي صممتها شركة «زيروافيا».
وقال غيتس للصحفيين بعد القمة «أعتقد أن الأمور يمكن أن تمضي قدماً من خلال الإبداع البشري»، مضيفاً «أنا مقتنع بأننا قادرون على توفير جميع الخدمات التي تحتاج إليها البشرية من دون أي انبعاثات كربونية وبلا زيادة في تكلفة هذه الخدمات، لا أعتقد أنه من الجنون أن نكون متفائلين».
ولكن هذه الحماسة تتعارض بشكل حاد مع الاجتماعات الدبلوماسية الأولى بشأن المناخ التي نظمتها الأمم المتحدة استعداداً لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين والتي انتهت بخلاف حاد بخصوص المبلغ الذي يجب على الدول الغنية دفعه لدعم الدول الأكثر فقراً في مواجهة تغير المناخ.
وبحسب مبعوث الولايات المتحدة السابق للمناخ، جون كيري، يتعين اللجوء إلى القطاع الخاص بدلاً من الدول لحشد آلاف مليارات الدولارات اللازمة كل عام لمواجهة هذا التحدي، لافتاً إلى أنه يمكن للابتكار أن يسهم في ذلك.
من جانبها، قالت المديرة المسؤولة عن أوروبا في قمة «بريكثرو إنرجي»، جوليا رينود «حان الوقت لمضاعفة جهودنا لنقل التكنولوجيات الخضراء من مرحلة النموذج الأولي إلى مرحلة أكثر تقدّماً تُستخدم فيها كعناصر تشغيلية لشبكة الكهرباء»، لكنها حذّرت من تكرار سيناريو تطوير الطاقة الشمسية عندما احتاج العالم إلى 30 عاماً لإتمام المهمة.