قدّمت شركة غوغل يوم الأربعاء شكوى أمام المفوضية الأوروبية ضد مجموعة مايكروسوفت التي تتهمها بممارسات مقيدة للمنافسة عبر دفع عملائها إلى استخدام منصتها السحابية «أزور» Azure على حساب منصات المنافسين.
وقالت غوغل إن مايكروسوفت استغلت اعتماد أصحاب الأعمال على منتجات برمجية «ضرورية» مثل خوادم ويندوز لإجبارهم على استخدام منصة أزور السحابية.
وأضافت غوغل في بيان أن «شروط ترخيص برامج مايكروسوفت تمنع المنظمات الأوروبية من نقل أعمالها الحالية من منصة أزور الخاصة بمايكروسوفت إلى السحابات المنافسة».
من جانبه قال المدير العام ونائب رئيس منصة غوغل كلاود، أميت زافيري خلال مؤتمر صحفي إن هذا الإجراء هو «السبيل الوحيد لإنهاء هيمنة مايكروسوفت وإعطاء خيارات للعملاء وضمان شروط عادلة للمنافسين في الأسواق».
وبحسب غوغل، بدأت مايكروسوفت بوضع قيود أكثر صرامة لاستخدام برامجها بدءاً من عام 2019، ووضعت العديد من الحواجز لصالح منصاتها الخاصة.
وأكد متحدث باسم المفوضية الأوروبية، وهي هيئة مراقبة مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي، تلقي الشكوى، وقال «سنقوم بالتقييم وفقاً لمعايير المفوضية».
على جانب آخر، أوضح متحدث باسم مايكروسوفت أن الشركة توصلت إلى تسوية ودية لمخاوف مماثلة أثارها مزودو الخدمات السحابية الأوروبيون، وقال «بعد فشلها في إقناع الشركات الأوروبية، نتوقع أن تفشل غوغل أيضاً في إقناع المفوضية الأوروبية».
صراع طويل الأمد
كانت غوغل ومايكروسوفت في خلاف لسنوات بشأن قضايا مكافحة الاحتكار، إذ شهد الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا ناديلا العام الماضي ضد غوغل في محكمة فيدرالية أميركية، زاعماً أن ممارساتها التجارية أعاقت صعود محركات البحث المنافسة.
كما كانت مايكروسوفت أيضاً متورطة في الشكاوى الأصلية في الاتحاد الأوروبي ضد غوغل في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بسبب هيمنتها على البحث، ما أدى إلى فرض غرامات كبيرة على غوغل.
وقبل نحو عقد من الزمان، وافقت الشركات على هدنة، لكن الشكوى الأخيرة تثبت أن ذلك كان مؤقتاً فقط.
يأتي ذلك بينما تواجه غوغل وشركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى الأخرى تدقيقاً من قبل الاتحاد الأوروبي منذ سنوات بشأن قضايا تتعلق بخصوصية البيانات والتضليل ومكافحة الاحتكار.
(أ ف ب)