دشَّنت دبي الرقمية مشاركتها في نسخة 2024 من معرض جيتكس غلوبال الذي يُقام في مركز دبي التجاري العالمي من 14 إلى 18 أكتوبر تشرين الأول الجاري، وذلك عبر منصة مشتركة تحمل اسم «جناح حكومة دبي»، تستضيف تحت مظلتها أكثر من 45 جهة حكومية وخاصة، تعرض أحدث ما لديها من حلول ومنتجات وخدمات، بما ينسجم مع استراتيجية رقمنة الحياة في دبي.
وتشهد دورة هذا العام وجود منصة مستقلة لتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تمثل التطور الأبرز في مسيرة التحولات التكنولوجية خلال السنوات الأخيرة، حيث تعتمد دبي الرقمية خططاً واستراتيجيات عديدة لتحقيق الاستفادة القصوى من هذا التطور في مختلف المجالات ذات الصلة.
محطة سنوية عالمية
وأشار حمد عبيد المنصوري مدير عام دبي الرقمية إلى أهمية الدورة الحالية من جيتكس غلوبال ومشاركة دبي الرقمية فيها قائلاً «يشكل هذا الحدث العالمي الضخم محطة سنوية نطل من خلالها على واقع التكنولوجيا ومستقبلها، وبمرور السنوات أصبح جيتكس غلوبال دبي وجهة صناع المستقبل التكنولوجي في العالم، وموعداً ثابتاً على أجندة المؤسسات والشركات الكبرى العاملة في هذا المجال، وسيكون زوار جناح حكومة دبي في هذا المعرض على موعد مع كل ما هو جديد في حلول ومنتجات وتوجهات مستقبلية لدبي الرقمية ولشركائها الحكوميين وغير الحكوميين، وأنا أدعو كل المهتمين إلى زيارة الجناح، والتجول بين منصاته للتعرف على ما تم تحقيقه، وما يجري العمل عليه في سياق مسيرة التحول الرقمي الكبرى التي تشهدها دبي، والتي تستفيد من أحدث التقنيات، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي».
وأضاف أن «جناح حكومة دبي في جيتكس غلوبال هو التجسيد العملي لروح الشراكة والفريق الوطني الواحد الذي يجمع الجهات الحكومية والخاصة للعمل معاً في بناء المستقبل الأكثر إشراقاً للجميع، والسعي معاً لتحقيق رؤية وتوجهات القيادة الرشيدة، وفي مقدمتها مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33».
منصة الذكاء الاصطناعي
وسيكتشف زوار الجناح مدى التوسع الذي تحقق في مجال الاستفادة من حلول الذكاء الاصطناعي ومنها:
استقطاب المواهب
نظام يعمل بالذكاء الاصطناعي لدعم وتسريع عملية استقطاب المواهب ومصمم لمسح السير الذاتية المقدمة للوظائف الشاغرة على وظائف دبي وترتيب المرشحين الأكثر ملاءمة عن طريق المطابقة بين الوصف الوظيفي وخبرة المتقدم على تطبيق الموظف الذكي، يحلل فوراً جميع طلبات التوظيف، ويقوم بمطابقة مؤهلات كل مرشح مع متطلبات الوظيفة، لا يعتمد فقط على الكلمات المفتاحية، بل يقيم عدة عوامل مثل المهارات والخبرة والتعليم، وحتى المهارات الشخصية مثل القيادة والعمل الجماعي، خلال دقائق، يعطي النظام درجات لكل متقدم ويصنفهم بناءً على تطابقهم مع متطلبات الوظيفة، وقد صُممت هذه التقنية لمساعدة فرق ومديري التوظيف في الجهات الحكومية بدبي في القيام بعملهم بشكل أسرع وكفاءة أعلى. يغطي تحليل وتقييم السيرة الذاتية مجالات ثلاثة هي: المهارات والخبرة والتعليم، ما يسهم في خفض الوقت المستغرق لمسح السير الذاتية بنسبة 90% وتحقيق الكفاءة المؤسسية ودقة في استقطاب المواهب.
إدارة المشتريات/ تقييم العروض الفنية
كما سيتم عرض أداة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة المشتريات، من خلال أداة تستخدم إمكانات الذكاء الاصطناعي في فهم حجم كبير من البيانات والنصوص المقدمة من الموردين من خلال العروض الفنية للمناقصات لتسريع عمليات الشراء، وبالأخص عملية تقييم العروض الفنية، وتتيح هذه الأداة تحليل وتقييم جميع العروض المقدمة من قبل مختلف الموردين بكفاءة عالية، كما تؤمن تحليل (SWOT) (نقاط القوة، والضعف، والفرص، والتحديات) المدعوم بالذكاء الصناعي لكل العروض المقدمة، كما تقارن طلب تقديم العرض بالعروض المقدمة، وتُنشئ تقريراً وفقاً لذلك، وتسهم في توفير أكثر من 90% في الوقت المستغرق لقراءة العروض وتقييمها.
إدارة المواهب
هنالك أيضاً منظومة استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة وتطوير المواهب، ويتجسد ذلك في أداة تم تطويرها لمساعدة الموظفين على التطوير الذاتي والتكيف مع المهارات العصرية ومتطلباتها العديدة، تستخدم هذه الأداة الذكاء الاصطناعي لعرض خطط التطوير الفردية على المديرين لأعضاء فريق عملهم بناءً على المجالات التي أُقرّ تحسينها في مراجعة أداء العام الفائت، كما تقوم هذه الأداة أيضاً بإنشاء خطة تطوير يتحتم على كل موظف اتباعها، والمؤلفة من العديد من الدورات التدريبية، يمكن تعديل مجالات التطوير وإضافة المزيد من المهارات كجزء من البرنامج، كما يمكن تعديل الجدول الزمني لاستكمال الدورات. تأخذ الأداة جميع الملاحظات بعين الاعتبار في ثلاثة مجالات هي: مراجعة الأداء وملاحظات المدير وملاحظات الموظف وتقدم خيارات للدورات المطلوبة من مصادرها المعتمدة في الجهة، وتقترح ثلاثة خيارات زمنية للخطة: 3 أشهر، 6 أشهر أو12 شهراً، وتسهم في توفير أكثر من 90% في وقت المديرين في تطوير الخطط الفردية لموظفيهم.
البيانات أساس الحلول
وتشارك مؤسسة دبي للبيانات والإحصاء التابعة لدبي الرقمية في جناح حكومة دبي بعدة مشروعات، من بينها مشروع مرصد دبي الذي يتضمن جمع ومعالجة البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي للكشف والتنبؤ بأي حالات غير معتادة أو تغييرات خارجة عن طبيعة البيانات، ويهدف المشروع إلى ربط هذه الحالات المتعلقة بالبيانات بالأحداث المحلية والعالمية والأخبار التي قد تؤثر على البيانات من أجل تحديد الأسباب المحتملة لهذه التغييرات باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي.
كما تعرض المؤسسة منصة دبي للبيانات والذكاء الاصطناعي، وهي بوابة للبيانات والإحصاءات الرسمية لدبي، حيث تتيح للجهات الحكومية والخاصة إمكانية استضافة البيانات وتبادلها بسلاسة وفق أعلى درجات التوافر والأمان، وتسهم المنصة في دعم الحكومة في صناعة قرارات سديدة مدعومة بالبيانات والتحليلات المتقدمة، وبالتالي المساهمة في رفع مستويات النضج الرقمي التي تعمل دبي الرقمية على تعزيزها، بالإضافة إلى رفع مؤشر نضج البيانات، للارتقاء بمستوى البيانات الرقمية من حيث مراعاة أفضل المعايير في مجالات الجودة وسهولة الاستخدام والحوكمة.
وفي الإطار نفسه تقدم دبي الرقمية مشروع الذكاء الاصطناعي في الخدمات العامة «مدينتي»، وهو حلّ يبسّط عملية الإبلاغ عن المظاهر غير المحببة، وذلك بالسماح للمستخدمين بالإبلاغ السريع عن أي مظاهر تستدعي الإبلاغ، إما بالتقاط صورة أو اختيار صورة موجودة بالأصل، وتقوم خاصية التعرف التلقائي بتحليل الصورة وتحديد موضوع البلاغ تلقائياً، كما يوفر النظام آلية دقيقة لتقديم شكوى باستخدام التحليل الذي يقدمه الذكاء الاصطناعي، ما يقلل الوقت والجهد على المستخدمين، ويندرج هذا التطبيق ضمن المشاركة الرقمية، حيث يتيح لجميع أفراد المجتمع المشاركة في تطوير المدينة وحلولها ومرافقها المختلفة من خلال تسليط الضوء على مجالات التحسين والتطوير والمعالجة أثناء ممارسة حياتهم اليومية.
حلول رقمية تعزز الاستدامة
وتطرح دبي الرقمية، من خلال مؤسسة حكومة دبي الرقمية مساعد المدينة الرقمي (دبي. AI) الذي طورته دبي الرقمية، ويعمل بنظام الذكاء الاصطناعي التوليدي، ويمثل المساعد الرقمي منصة ذكية ومصدراً شاملاً دقيقاً وتفاعلياً وموحداً للمعلومات، يتم تغذيتها بشكل مستمر بمعلومات من مصادرها الرسمية، وتُغطي كل قطاعات المدينة، وتُعد المنصة بوّابتك الرقمية الشخصية كمتعامل، من أجل الإجابة عن استفسارات وأسئلة المتعاملين لتزويدهم بإجابات سريعة وسهلة تُيسّر حياتهم كما تقدم مصادر مرجعية تفاعلية بأسلوب الفيديو.
تجارب رقمية متكاملة
ومن الأمور التي سيتم عرضها على المنصة أيضاً مبادرة تجارب المدينة الرقمية التي تمثل الجيل الجديد من نهج تقديم خدمات المدينة، حيث يتم تطوير تجارب رقمية متكاملة ومتصلة وسلسة في المدينة، انطلاقاً من مبدأ التكامل بين الحكومة المحلية والاتحادية والقطاعات الخاصة، بما يقدم أفضل تجارب وخدمات لكل من المواطنين، والمقيمين، والزوار، والشركات.
ومن الأمثلة على هذه التجارب، تبادل المنح السكنية، وهي مقدمة من خلال منصة «إماراتي» داخل تطبيق دبي الآن، حيث يمكن للمواطنين تبادل المنح وقطع الأراضي والوحدات السكنية فيما بينهم، شريطة توفر العقارات السكنية المعدة للتبادل واستيفاء شروط الخدمة.
ومن الأمثلة أيضاً إدارة إقامات الموظفين، حيث تتيح هذه الخدمة لشركة التوظيف التقدم بطلب للحصول على تأشيرة دخول وتصريح عمل للعامل الوافد بالإضافة إلى كفالة إقامته والتأمين الصحي والهوية الإماراتية في نموذج واحد، وهنالك أيضاً تجربة الحصول على منحة أرض سكنية التي تتيح التقدم بطلب إكمال منحة قطعة أرض بشرط إتمام تلبية الشروط والمعايير، ومن التجارب الرقمية أيضاً إدارة إقامات العمالة المنزلية، وهي خدمة تتيح التقدم بطلب الإقامة لجميع العمالة المساعدة (خادمة، مربية، سائق، طباخ، إلخ) في طلب واحد يشمل: تصريح الدخول، الفحص الطبي، بطاقة الهوية الإماراتية، وكذلك التجديد والإلغاء.
وتعرض دبي الرقمية على منصتها حلول مركز دبي للأمن الإلكتروني وفي مقدمتها مؤشر دبي للأمن السيبراني الذي تم إطلاقه لتشجيع الجهات على تعزيز مستويات الأمن لديها، ولكي يكون المؤشر مرجعاً لمختلق الجهات في قياس مقدار تقدمها وتجنب أي ثغرات محتملة، ويعرض المركز أيضاً مشروع المها، وهو نظام مسح متطور يكتشف جميع الأصول الرقمية لجهات دبي الحكومية في الشبكة المعلوماتية في الإمارات وخارج الإمارات، كما يعرض المركز محلل الدليل النشط، وهو أداةٌ تنظم معلومات المستخدم والموارد، وترصد أنشطة الشبكة، وتدل على أي وصول غير اعتيادي أو غير مصرح به كما تسلط الضوء على التهديدات المحتملة.