العالم على موعد مع تحالف جديد بين قوتين عظميين، هما روسيا و الصين، حيث وجه فلاديمير بوتين الرئيس الروسي اليوم حكومته بتعزيز التعاون مع الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، وسط تحديات تواجه البلدين بسبب العقوبات الغربية.

وطلب بوتين من الحكومة وسبير بنك، أكبر بنك في البلاد، والذي يقود جهود الدولة في مجال الذكاء الاصطناعي، ضمان زيادة التعاون مع الصين في أبحاث التكنولوجيا والتطوير بمجال الذكاء الاصطناعي.

يأتي ذلك بعد عقوبات فرضتها دول غربية بهدف تقييد قدرة روسيا على الوصول إلى التقنيات التي تحتاج إليها للصمود في حربها ضد أوكرانيا إلى توقف كبرى شركات إنتاج الرقائق الدقيقة في العالم عن التصدير إلى روسيا، ما قلَّص بشدة طموحات موسكو في مجال الذكاء الاصطناعي.

«أكبر الصعوبات التي تواجه روسيا في ما يتعلق بالأجهزة هي استبدال وحدات معالجة الرسومات التوضيحية والرقائق الدقيقة التي تدعم تطوير الذكاء الاصطناعي»، قال جيرمان جريف الرئيس التنفيذي لسبير بنك.

وأفاد بوتين في وقت سابق من هذا الشهر بأن التحالف الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي سيجمع بين دول بريكس وغيرها من البلدان المهتمة بالمجال.

وذكر البنك سابقاً أن البرازيل والصين والهند وجنوب إفريقيا الأعضاء في بريكس، وصربيا وإندونيسيا ودول أخرى غير أعضاء في البريكس، انضمت إلى شبكة تحالف الذكاء الاصطناعي.

ما أهمية التحالف؟

تسعى روسيا من خلال الشراكة مع دول ليست غربية إلى تحدي هيمنة الولايات المتحدة على واحدة من أكثر التقنيات الواعدة والمهمة في القرن الحادي والعشرين.

ومن ناحية أخرى، تعاني الصين من تقييدات أميركا بسبب العقوبات الواقعة على صادراتها والرسوم الجمركية المتوقعة حال وصول دونالد ترامب للبيت الأبيض، ولكن تحرك بوتين للتحالف مع الصين يمكن أن يغير ديناميكيات سباق الذكاء الاصطناعي.

وقال رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ إن الصين مع روسيا تستكشف فرصا مواتية للتنمية المستقرة المشتركة ومستعدة لتعزيز التعاون مع روسيا بناءً على توافق الآراء الذي تم التوصل إليه على مستوى القمة.

«يجب على روسيا أن تشارك على قدم المساواة في السباق العالمي لخلق ذكاء اصطناعي قوي، ندعو العلماء من جميع أنحاء العالم للانضمام إلى التعاون»، قال بوتين في مؤتمر الذكاء الاصطناعي في موسكو.

الولايات المتحدة والصين هما أكبر قوى الذكاء الاصطناعي في العالم، وفي المقابل تحتل روسيا حالياً المرتبة 31 من بين 83 دولة رائدة في الابتكار والاستثمار في الذكاء الاصطناعي، وفقاً لمؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي لشركة تورتويز ميديا، ما يعني أنها لا تأتي فقط خلف الولايات المتحدة والصين بل أيضاً وراء الهند والبرازيل، وهما من أعضاء تكتل بريكس، ما يشكل تحديات أمام الدولة لتتطور في هذا المجال.

كيف سيحسن الذكاء الاصطناعي اقتصاد روسيا؟

تتوقع روسيا أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع القطاعات يضيف 109 مليارات دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي في عام 2030، مقارنة بـ1.9 مليار دولار في عام 2023.

كما تنوي موسكو أن يتمتع نحو 80 بالمئة من جميع العمال الروس بمهارات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، مقارنة بـ5 بالمئة في عام 2023، وفقاً لاستراتيجية الذكاء الاصطناعي لموسكو.

كما تخطط البلاد لنمو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي بنحو سبعة أضعاف ليصل إلى 850 مليار روبل.