تواجه شركة سامسونغ للإلكترونيات إضرابات عمالية متصاعدة تعقد جهودها للحاق بالمنافسين في سوق الرقائق المستخدمة في أنظمة الذكاء الاصطناعي.

توقعت شركة التكنولوجيا الكورية العملاقة في وقت سابق من هذا الشهر زيادة في أرباح التشغيل في الربع الثاني بنحو 1500 في المئة على أساس سنوي، مع انتعاش سوق رقائق العالمية من الركود الطويل، لكن تزايد إضرابات الموظفين ضغط على إنتاج الرقائق، وتسبب في تباطؤ نمو أسهم الشركة.

وارتفعت أسهم سامسونغ نحو 7.5 في المئة منذ بداية عام 2024 الجاري حتى الآن، مقابل ارتفاع بلغ 65 في المئة لمنافستها المحلية الأصغر إس كيه هاينكس، إذ تتخلف سامسونغ عن منافسيها في تطوير رقائق الذاكرة المتطورة ذات التردد العالي «إتش بي إم» التي تدعم أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وقال مايرون شيه، المحلل لدى شركة سيمي أناليسيس الاستشارية للرقائق «هذا أمر مقلق للغاية بالنسبة لشركة كانت رائدة في تصنيع رقائق الذاكرة، إن رقائق إتش بي إم منتج مربح للغاية، لذا فإن سامسونغ تفوِّت فرصة كبيرة».

وأضاف شيه «بينما يرغب العملاء في الحصول على بديل لمسابك شركة تي إس إم سي التايوانية، فإن الأولوية الأولى للعملاء هي جودة التكنولوجيا والقدرة على الحصول على مصدر ثابت للإمداد، وهو ما لم تقدمه مسابك سامسونغ».

تغيير هيكلي بلا جدوى

أعلن لي جاي يونغ، رئيس شركة سامسونغ في مايو أيار المنصرم، تعيين رئيس جديد لقسم الرقائق، وهو المخضرم في الصناعة جون يونج هيون، الذي وعد بتطوير الوضع داخلياً وخارجياً لمعالجة أزمة الرقائق في الشركة.

لكن أحد مهندسي الرقائق في سامسونغ، قال لصحيفة «فاينانشيال تايمز» بشرط عدم الكشف عن هويته إنهم «لم يروا الكثير من التغييرات حتى بعد استبدال رئيس قسم الرقائق».

وأضاف المهندس «الوضع الداخلي قاتم لأننا نتخلف عن شركة إس كيه هاينكس في صناعة رقائق إتش بي إم، ونفشل في اللحاق بشركة تي إس إم سي في تطوير المسابك».

أزمة عمالية تتصاعد

يشعر موظفو سامسونغ بعدم الرضا عن رواتبهم بشكل عام لأنهم يعتقدون أنهم يعاملون بشكل أسوأ من أقرانهم في الشركات المنافسة، لذا يفكر العديد من الأشخاص في ترك الشركة للانضمام إلى هذه الشركات، بحسب ما ذكره موظفون للصحيفة.

وأعلن الموظفون يوم الاثنين الماضي عن استيائهم من الشركة، لذا شنّ نحو 6500 عضو في اتحاد سامسونغ الوطني للإلكترونيات إضراب عمال غير مسبوق لمدة ثلاثة أيام.

وقال أحد الباحثين في قطاع الهواتف الذكية التابع لشركة سامسونغ، والذي تحدث أيضاً بشرط عدم الكشف عن هويته «معنويات الموظفين منخفضة، وتثبطهم المكافآت المالية الصغيرة، إنهم يشعرون بالعجز لأن الإدارة تبدو بلا اتجاه».

وأضاف أحد مندوبي مبيعات الأجهزة المنزلية في سامسونغ، «لقد كنت معتاداً على نمو المبيعات طوال حياتي في الشركة، ولكن هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها انخفاضاً في النمو.. الناس في فريقي يشعرون بالأزمة».

من جانبها، قالت سامسونغ في بيان إنها «تظل ملتزمة بالدخول في مفاوضات بحسن نية مع النقابة»، لكنها رفضت التعليق على الأمور المتعلقة بالموظفين، ومع ذلك، قال المحللون إن الإضراب سيعقد الجهود المبذولة لتعويض ما فقدته الشركة في سباقها مع المنافسين.

لكن سامسونغ تنكر هذه التكهنات قائلة «إن التزامنا بالتقدم التكنولوجي وحجم الاستثمار كانا أساس نجاحنا وسيظل كذلك.. نحن واثقون ومتحمسون لفرصة التنقل في المشهد الحالي وترسيخ مكانتنا القيادية».

(فاينانشال تايمز).