مع الاحتجاجات العنيفة والنارية التي تجتاح باريس ومدناً أخرى في جميع أنحاء فرنسا في أعقاب إطلاق الشرطة النار على صبي مراهق، يتساءل العديد من الملايين الذين يخططون لزيارة المدينة الساحرة هذا الصيف عما إذا كان من الآمن المضي قدماً في رحلتهم.

أدّت الفوضى والدمار والمواجهات إلى فرض حظر التجول في بعض البلدات المحيطة بالعاصمة الفرنسية، كما واجهت خدمات الحافلات والترام اضطرابات مع دخول الحظر حيز التنفيذ الساعة التاسعة مساءً يوم الجمعة في محاولة لوقف ليلة أخرى من العنف.

مع بدء موسم السفر في ذروته مدعوماً بشكلٍ أكبر ببدء سباق دورة فرنسا للدراجات الذي يستمر لمدة أسبوعين -الحدث الرياضي الأكثر مشاهدة في العالم- إليك بعض الإجابات عن الأسئلة التي قد تحتاج إلى معرفتها إذا كنت تخطط لزيارة باريس:

ماذا يحدث في فرنسا الآن؟

اندلعت أعمال عنف في مناطق داخل بعض المدن الفرنسية الكبرى بعد مقتل مراهق يدعى نائل مرزوق من أصل جزائري، برصاص الشرطة.

بدأت المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين ليلة 27 يونيو حزيران في ضاحية نانتير الباريسية، حيث قُتل مرزوق، وامتدت منذ ذلك الحين إلى أجزاء أخرى من العاصمة وعدة مدن أخرى.

وقُبض على أكثر من 800 شخص ليلة 29 يونيو حزيران، مع استمرار تصاعد الغضب.

يبدو أن وفاة مرزوق أصبحت نقطة اشتعال الغضب من عدم المساواة العرقية في فرنسا ومزاعم بالتمييز من قبل الشرطة.

أضرمت النيران في المباني والمركبات خلال الاضطرابات، وسط مخاوف من أن تشهد البلاد تجدداً لأزمة 2005 التي أدّت إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد.

بدأت المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين ليلة 27 يونيو حزيران في ضاحية نانتير الباريسية

ماذا عن حظر التجول؟

فُرض حظر تجول محدود في بلدتين قريبتين من باريس وسط بعض أسوأ أعمال العنف.

في كلامارت، فُرض حظر التجول من الساعة التاسعة مساءً حتى الساعة السادسة صباحاً يوم الخميس، ومن المقرر أن يستمر العمل حتى 3 يوليو تموز.

ويطبق الحظر من الساعة 11 مساءً حتى الساعة السادسة صباحاً في «نيويلي سور مارني».

كيف تأثر النقل؟

تأثرت شبكات النقل بشدة يوم الجمعة، وأمرت فرنسا بإغلاق جميع خدمات الحافلات والترام في جميع أنحاء البلاد بحلول الساعة 9 مساءً.

جاء هذا الإجراء الذي أعلنت عنه وزارة الداخلية، بعد يوم من تعليق بعض الخدمات في باريس وحولها كنتيجة مباشرة لأعمال العنف التي استهدف بعضها البنية التحتية للنقل.

في كلامارت، إحدى البلدات التي تضررت بشدة، أضرمت النيران في ترام، وأضرمت النيران في عدد من الحافلات في ضاحية «أوبيرفيلييه» بباريس.

وتعطلت بعض خدمات الحافلات في باريس يوم الجمعة، لكن نظام المترو كان يعمل كالمعتاد.

ليس من الواضح ما إذا كان سيكون هناك المزيد من عمليات الإغلاق أو الاضطرابات إذا استمرت الاحتجاجات في الأيام المقبلة، وننصح من يستخدمونها بفحص مواقع الويب للحصول على التحديثات قبل السفر.

هل باريس آمنة للزيارة؟

في حين تسببت وفاة المراهق وما تلاه من غضب في إحداث صدمة في جميع أنحاء فرنسا، إلّا أن الكثير من الحياة تستمر كالمعتاد.

لم تتأثر المناطق المركزية في باريس، موطن متحف اللوفر للفنون وبرج إيفل، وكذلك المناطق الريفية والساحلية التي تستضيف الكثير من الزوار.

ومع ذلك، ليس من الواضح في الوقت الحالي إلى متى ستستمر الاحتجاجات وما الإجراءات الإضافية التي ستتخذها الحكومة الفرنسية لمحاولة التصدي لها.

تحذّر إرشادات السفر من العديد من البلدان من الاحتجاجات وتحث الناس على مراقبة الأخبار والتحقق من منظمي الرحلات السياحية، لم ينصح أي منهم بعدم السفر إلى فرنسا تماماً.