كشفت بلدية باريس يوم الأحد مواقع السباحة الأولى المسموح بها في نهر السين، وذلك نتيجة جهود الحكومة ومجموعات مدنية لتنظيف النهر، قبل نحو عام من استضافة العاصمة الفرنسية الألعاب الأولمبية الصيفية المقبلة، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
وصباح الأحد، تمكن المارة الذين يتجولون على الأرصفة الواقعة بين الضفة اليمنى وإيل سان لوي من مشاهدة زوارق كاياك وسباحين في النهر بدلاً من القوارب النهرية التي عادة ما تقوم برحلات سياحية فيه.
ومن بين هؤلاء، نائبا آن هيدالغو رئيسة بلدية باريس الاشتراكية، اللذان قدما إلى هذه القاعدة البحرية الصيفية لإعلان مواقع السباحة المرخصة الأولى على نهر السين في إيل دو فرانس.
وقالت رئيسة بلدية باريس التي جعلت من هذا الالتزام في عام 2016 أحد أعمدة ملف الترشح لتنظيم الألعاب الأولمبية الذي نالته في العام التالي «لقد وفينا بالوعد، نحن نسبح في نهر السين اليوم وهذه ليست إلا البداية».
وهذا الوعد مضى عليه أكثر من ثلاثين عاماً، إذ تعهد به سلفها جاك شيراك مطلع التسعينيات، قبل انتخابه رئيساً للبلاد.
ورغم أنها لم تسبح في النهر، خلافاً لنائبَيها إيمانويل غريغوار وبيار رابادان، تعهدت هيدالغو بالغطس في النهر «العام المقبل» حين تستضيف باريس الأولمبياد.
بالإضافة إلى «برا ماري» الواقع قرب فندق أوتيل دو فيل، ستستضيف ضفاف غرونيل وبيرسي مواقع للسباحة مجهزة وآمنة، وفق البلدية.
وأوضحت البلدية «سيتم تحديد المسطحات المائية المراقبة بعوامات ورصيف عائم للوصول إليها، مع مساحات لتغيير الملابس والاستحمام وترتيب اللوازم على الأرصفة».
تقييد الملاحة
وبهدف ضمان سلامة السباحين، ما زالت الجهات المعنية العامة والخاصة تعمل على تقييد أو حتى حظر الملاحة النهرية قرب هذه المواقع، وفق البلدية.
كذلك، قد تتطلب بعض المواقع «حماية إضافية» مثل وضع حواجز، كما أوضح مقربون من هيدالغو، حتى لو كانت رئيسة البلدية ترغب في «أقل عدد من التعديلات الممكنة».
وكانت السباحة في نهر السين في باريس حظرت قبل قرن، في عام 1923، بموجب مرسوم من المحافظة، فيما تقوم وحدة نهرية بدوريات منتظمة لمنع عمليات الغطس.
وقال إيمانويل غريغوار «في الوقت الحالي، لا يمكننا السباحة في نهر السين بدون إذن، علينا الانتظار قليلاً بعد».
وقد يكون ذلك مباشرة بعد الألعاب الأولمبية التي ستمثل عودة السباحة إلى نهر السين، ستبدأ منافسات الترياتلون والسباحة في المياه المفتوحة من جسر ألكسندر الثالث الذي يربط غران باليه بليزانفاليد.
وهذا الأمر يمثل إحدى النتائج الملموسة لـ«إرث» الألعاب الأولمبية الذي وُعد به الجمهور.
منذ عام 2016، استثمرت الحكومة والسلطات المحلية في إيل دو فرانس نحو 1.4 مليار يورو لجعل نهر السين ومارن قابلين للسباحة.
وقد أوشكت العديد من الأعمال الهادفة إلى الحد من تسرب المياه العادمة إلى النهر في حال حدوث عاصفة أو إلى تنظيفها وبالتالي ضمان جودة المياه الكافية فيما يتعلق بالقواعد الأوروبية، على الانتهاء.
وأكّدت البلدية أن أحدث التحليلات لجودة المياه بموجب القواعد الأوروبية والتي تركز على نوعين من البكتيريا هما الإشريكية القولونية والمكورات المعوية، أظهرت مستويات «ملائمة» أو «ممتازة» في الطقس الجاف.
أما بالنسبة إلى النفايات، خصوصاً البلاستيك، فأُطلقت دعوة أخيراً لإيجاد أنسب ابتكار تكنولوجي لجمعها من النهر.
(أ ف ب)