سمرقند هذه المدينة القابعة بأحد الأركان المنعزلة بقارة آسيا في قلب دولة أوزبكستان، لا يزال اسمها يُثير خيال المسافرين لما تحمله كوجهة سياحية من رائحة تاريخية عريقة ممتزجة بخيالات المغامرة والاكتشاف.

تأسست سمرقند عام 700 قبل الميلاد في واحدة من أقدم الدول اكتظاظاً بالسكان، وكانت تُعد إحدى المحطات الأساسية الخاصة بالممر التجاري الخاص بطريق الحرير القديم الذي كان يربط قارة أوروبا بقارة آسيا.

وتُوصف المدينة بأنها دُرة المثلث الأوزبكي الذي يتضمن إلى جانبها مدينتَي بخارى وخيوة (هما محطتان رئيسيتان لطريق الحرير) اللتين تتميزان بالمباني المصممة على الطراز المعماري للقرون الوسطى، كما تتميز بمعالمها المعمارية الأثرية العريقة التي تتضمن الأضرحة والمساجد والمدارس الدينية.

ويستعرض التقرير التالي أبرز الأماكن والمعالم السياحية التي يٌنصح بزيارتها عند القدوم إلى المدينة.

ميدان ريجستان

يُعد ميدان ريجستان (كلمة فارسية تعني المكان الرملي أو الصحراء) المحطة الأولى في رحلة المسافرين إلى أوزبكستان، خاصةً أن الميدان يُعد الموقع الأكثر تصويراً في جميع أنحاء الدولة.

ويضم الميدان ثلاث مدارس دينية، وهي مدرسة أولوغ بيك ومدرسة شير دور إضافةً إلى مدرسة تيلا كاري، ويرجع تاريخ تأسيسها إلي ما بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر، وتظهر أهميتها كونها مركزاً لتبادل التعلم والثقافة مع المسافرين عبر طريق الحرير إضافةً إلى أضرحة الحكام الأوزبك مثل ضريح شاه-زيندا ومسجد بيبي خانم.

تحتوي مقبرة شاه-زيندا التي يرجع تاريخ إنشائها إلى القرن الرابع عشر على عدد من الأضرحة، وتتميز بقبابها المصممة بالبلاط الفيروزي إضافةً إلى الديكورات الداخلية المذهلة.

صورة تُظهر مدافن شاه-زيندا (شاتر ستوك)
صورة لمجمع مدافن شاه-زيندا (شاتر ستوك)

ويُعد ضريح (أمير تيمور) أحد حكام أوزبكستان والمرتبط اسمه بحكايات من التراث الأوزبكي، أحد أهم معالم شاه-زيندا وتأسس عام 1404 ميلادياً، ودُفن به عام 1405، ويتميز تصميمه بخليط من الذهب واللون الفيروزي.

صورة لمدخل ضريح أمير تيمور في أوزبكستان وهو مضاء
ضريح أمير تيمور في سمرقند (شاتر ستوك)

ويرتبط اسم أمير تيمور بمسجد بيبي خانم حيث كلفت زوجته ببناء المسجد تكريماً له عقب عودته من رحلة غزو طويلة، ولا يزال أحد أكبر المساجد في منطقة آسيا الوسطى، ويمكنه استيعاب نحو 10 آلاف مُصلٍّ في وقتٍ واحد.

ويضم الميدان أيضاً مرصد أولوغ بيك أحد أحفاد أمير تيمور، والذي كان شغوفاً بالرياضيات وعلم الفلك، وانتُهي من بنائه في عشرينيات القرن الرابع عشر على تل يطل على مدينة سمرقند، ويُستغل اليوم في عرض القياسات التاريخية لمسار الشمس على مدار العام.

المطبخ الأوزبكي

يتنوع المطبخ الأوزبكي كما تتنوع المناظر الطبيعية بالبلاد، ويأتي على رأس قائمة الطعام الخاصة بالأوزبك طبق البلوف أو البيلاف الذي تختلف الوصفة الخاصة به من عائلة إلى أخرى مع وجود مكونات ثابتة منها الأرز والجزر واللحم والزبيب والبصل.

صورة تُظهر طبق البلوف وبه أرز ولحم وبيض
صورة أرشيفية لطبق البلوف (غيتي)

ويصاحب معظم الوجبات خبز أوبي نان وهو أحد أنواع الخبز الطازج مصنوع في فرنٍ طيني ثم يُزين بأداة شائكة محلية الصُنع، كما توجد خيارات أكل صحية أبرزها طبق أتشيتشوك وهي سلطة الطماطم مع البصل مع قليل من الفلفل الحار يليها المانتي وهي فطائر محشوة باليقطين أو السبانخ.

ويتمتع المطبخ الأوزبكي بوصفات محلية قد لا تروق للجميع، منها الطبق المُسمى كورت أحد الأطباق المفضلة لمسافري طريق الحرير، وهي وجبة خفيفة على هيئة كُرات بيضاء صغيرة صلبة مصنوعة من الجبن المجفف والحليب المخمر الحامض.

المطاعم الأوزبكية بين الفخامة والتقليدية

إذا كنت تبحث عن الأكل الأوزبكي التقليدي ممتزجاً بشكل من أشكال الفخامة فعليك زيارة مطعم بلاتان المتخصص في تقديم وجبات العشاء الأوزبكية التقليدية، ويعُد أحد الأماكن المثالية لوجبة عشاء لا تُنسى.

أما إذا كنت تبحث عن مكان مناسب لميزانية محدودة لتناول العشاء أثناء التمتع بمعالم المدينة، فعليك التوجه إلى مطعم سياب بازار، وهناك ستجد عدداً من أشهر الأطباق الأوزبكية، منها أوبي نون وشاشليك وكورت طازجة وبأثمانٍ زهيدة.

أين تمكث في أوزبكستان؟

سمرقند كغيرها من المدن التي ترحب بالزائرين الدوليين تتمتع بمجموعة متعددة من أماكن الإقامة ما بين سلاسل الفنادق العالمية مثل هيلتون وريجنسي إلى الفنادق الصغيرة التي تتميز بتصميمات عصرية ولا تنتمي إلى أي من السلاسل العالمية وتعرف باسم فنادق البوتيك.

ويُنصح باختيار فنادق البوتيك؛ نظراً لقربها من المعالم السياحية، خاصةً الفنادق القريبة من ميدان ريجستان.

إيرادات أوزبكستان من السياحة

ووفقاً لموقع سي إي اي إس وصلت إيرادات البلاد من السياحة إلى مستوى قياسي بنهاية عام 2019 ليصل إجمالي قيمة الإيرادات إلى 1.67 مليار دولار مقابل انخفاضه بنهاية عام 2020 إلى 395 مليون دولار، بينما يُعد أدنى مستوى له في عام 1996 حيث بلغ إجمالي الإيرادات نحو 15 مليون دولار.

(أولريك ليمين وولفري-CNN)