أظهرت بيانات مكتب الصرف المغربي ارتفاع إيرادات السفر بنحو 32.5 في المئة، على أساس سنوي، حتى نهاية أغسطس آب 2023، لتصل إلى 71.36 مليار درهم مغربي أو ما يعادل 6.89 مليار دولار أميركي.
وعلى الرغم من الأرقام القياسية التي حققها المغرب في إيرادات السفر، فإنه يواجه الآن ظروفاً استثنائية بعدما ضرب زلزال بقوة 6.8 ريختر مدينة مراكش غرب البلاد في الثامن من سبتمبر أيلول الماضي.
تداعيات زلزال المغرب
أسفر الزلزال عن خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، هي الأكبر منذ زلزال أغادير في عام 1960، وقد صنفت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية الوفيات والخسائر الاقتصادية المتوقعة لهذا الزلزال المدمر ضمن «الإنذار الأحمر»، ما يشير إلى احتمالية وقوع خسائر اقتصادية كبيرة وأضرار جسيمة واسعة النطاق.
وقد تضررت العديد من المعالم والمنشآت السياحية في مدينة مراكش ومنها مآذن وقباب المساجد الشهيرة مثل جامع «الكتبية»، وهو أكبر مسجد بالمدينة ويقع في الحي الجنوبي الغربي بها.
يأتي هذا النمو في القطاع السياحي على الرغم من الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز محدثاً أضراراً جسيمة في البنية التحتية السياحية في المنطقة بما في ذلك بعض المعالم الأثرية المهمة في البلاد.
تُرجع السلطات المغربية هذا النمو المشهود في بيانات إيرادات السفر خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2023 إلى عدة أسباب، منها زيادة عدد الزائرين الأجانب للمغرب، فضلاً عن التطويرات التي شهدتها البنية التحتية السياحية والترويج المستمر للوجهات المغربية.
وقفز الإنفاق السياحي، خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2023، بنحو 26 في المئة، على أساس سنوي، ليصل إلى 16.52 مليار درهم مغربي أو ما يعادل 1.6 مليار دولار أميركي.
يسهم هذا النمو في تعزيز الوضع الاقتصادي للمغرب وزيادة الناتج المحلي الإجمالي، والذي بلغ نحو 133.83 مليار دولار بنهاية عام 2022، بحسب بيانات رفينتيف.
مستقبل السياحة في المغرب
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات أمام قطاع السياحة المغربي جرّاء الخسائر التي خلّفها الزلزال، إذ قدرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إمكانية وصول الخسائر الاقتصادية إلى نحو ثمانية في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
وفي مواجهة تلك التداعيات، فقد وافق المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي على منح المغرب قرضاً بقيمة 1.32 مليار دولار، مدته 18 شهراً، عبر صندوق الصمود والاستدامة التابع للمؤسسة المالية الدولية.
لا يزال أمام المغرب انتظار بيانات الربع الأخير للعام الجاري 2023 لتحديد اتجاهات قطاع السياحة، وما إذا كانت تلك الأرقام القياسية ستستمر أم لا بعد الدمار الذي لحق بمعالم البلاد السياحية والمشكلات الاقتصادية التي خلّفها الزلزال.