أكملت طائرة تابعة لشركة فيرجين أتلانتيك، تعمل بوقود مُستدام بنسبة 100 في المئة، أول رحلة عبر المحيط الأطلسي من لندن إلى نيويورك والتي كانت تحمل عدداً قليلاً من المسافرين من ضمنهم ريتشارد برانسون مؤسس الشركة.

وتعد الرحلة هي الأولى من نوعها باستخدام هذه النوعية من الوقود المُستدام إذ تفضل حالياً شركات الطيران الاعتماد على الوقود المصنوع من النفايات لتقليل الانبعاثات بنسبة تصل إلى 70 في المئة لكن يظل إنتاجه على نطاق واسع أمراً صعباً بسبب التكلفة المرتفعة ونقص الإمدادات.

وقالت فيرجن أتلانتيك إن الوقود المستخدم لتشغيل رحلة الثلاثاء مصنوع في الغالب من زيت الطهي المستخدم ومخلفات الدهون الحيوانية الممزوجة بكمية صغيرة من الكيروسين العطري الاصطناعي.

ويمثل الوقود المستدام للطائرات نحو 0.1 في المئة من إجمالي وقود الطائرات العالمي المستخدم اليوم، كما تصل تكلفته من ثلاثة إلى خمسة أضعاف تكلفة وقود الطائرات العادي، في حين تُمثل الانبعاثات الكربونية الخاصة بالطائرات نحو 2 إلى 3 فالمئة من انبعاثات الكربون العالمية.

وتعتمد نحو 50 في المئة من الطائرات التجارية على نسبة من الوقود المستدام، وتمزج الغالبية العظمى من الشركات كميات منه مع وقود الطائرات التقليدي بينما نجحت عدد من الشركات منها بوينغ ورولز رويس وفيرجن أتلانتيك في الحصول على إذن للطيران باستخدام الوقود المُستدام فقط من إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية والمنظمين الكنديين والبريطانيين.

ويمكن أن تنبه رحلة فيرجن الحكومات لحاجتها إلى الدعم المالي لجعل وقود الطيران المستدام متاحاً على نطاق أوسع، خاصة مع انطلاق فعاليات كوب 28 يوم الخميس.

رحلات مشابهة

حلقت طائرة عسكرية بريطانية من طراز إيرباص باستخدام الوقود المُستدام خلال شهر ديسمبر كانون الأول الماضي وفقاً لشركة اير بي بي Air BP الموردة للوقود بينما أعلنت طيران الإمارات في دبي الأسبوع الماضي عن تشغيلها طائرة إيه 380 التي تعد إحدى أكبر الطائرات بالعالم باستخدام الوقود المُستدام بأحد محركاتها الأربعة.

ونجحت طائرة الأعمال غالف ستريم جي 600 التي استخدمت نوعية الوقود نفسها خلال عبورها المحيط الأطلسي كما أعلن عدد من شركات الطيران الأوروبية بما في ذلك شركة فيرجين أتلانتيك التي تمتلكها الخطوط الجوية البريطانية إضافةً إلى الخطوط الجوية الفرنسية عن نيتهم استخدام الوقود المستدام بنحو 10 في المئة من رحلاتهم بحلول عام 2030.

وأشار توفان إرجينبيلجيك الرئيس التنفيذي لشركة رولز رويس إلى أن استخدام الوقود المُستدام هو الحل الوحيد لإزالة الانبعاثات الكربونية من رحلات الطيران التجارية على المدى المتوسط.

تحديات

ويعمل قطاع الطيران على الالتزام بهدف تخفيض الانبعاثات الكربونية بنحو 65 في المئة للوصل إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2030 على الرغم من أن المحللين قد لفتوا إلى صعوبة الوصول إلى هذا الهدف نظراً لقلة الكميات المُتاحة وارتفاع تكلفتها.

وكان رئيس مجموعة الخطوط الجوية الدولية قد حذر خلال شهر أكتوبر تشرين الأول الماضي أن نسبة عدم تلبية القطاع متطلبات تفويض الاتحاد الأوروبي لتوافر الوقود المُستدام بحلول عام 2050 تتجاوز 90 في المئة بينما أشار آخرون إلى أن الحكومات لم توفر المتطلبات اللازمة لدعم القطاع.

(رويترز)