تزداد أهمية وسائل النقل الجماعي مع تدفق الملايين للعيش في المدن سنوياً، ووفقاً لتنوع العواصم العالمية، فإن قطارات النقل السريعة تعبر كل شيء بدءاً من اختراقها الأنفاق التي ينتمي تصميمها للعصر الفيكتوري إلى الجسور الفولاذية الأنيقة، لكن مع زيادة الاهتمام بالبيئة والوعي بالتطور التكنولوجي، والسعي لتجنب وقت الذروة المرورية، أصبحت شبكات مترو الأنفاق واحدة من أهم سبل النقل عالمياً.
وترتبط أكبر شبكات لمترو الأنفاق بهندستها ودورها الذي تؤديه في حياة الناس والمدن، وفي ما يلي خمس من أكبرها في العالم.
مترو بكين
لا يعتبر مترو بكين عريقاً مثل مترو أنفاق لندن الذي افتُتح عام 1863، إلا أنه أصبح الآن واحداً من أطول أنظمة المترو وأكثرها ازدحاماً.
افتُتح المترو في عام 1971، ويضم الآن 27 خطاً -منها 6 خطوط مؤتمتة بالكامل بقطارات بدون سائق- يمتد لمسافة 519 ميلًا عبر العاصمة الصينية والمناطق المحيطة بها مع 490 محطة تنظم أكثر من 10 ملايين رحلة يومياً.
وتخطط بكين لتوسيع نظامها إلى أكثر من 620 ميلاً، كما تسعى إلى أن تبلغ 18.5 مليون رحلة يومياً بحلول عام 2025.
واستجابة للازدحام المروري المزمن، تهدف المدينة إلى أن تكون 60 في المئة من الرحلات عن طريق وسائل النقل العام بحلول عام 2025، على أن يعتمد أغلبها على المترو.
مترو كوبنهاغن
قد لا يكون مترو كوبنهاغن الأقدم أو الأطول أو الأكثر ازدحاماً، لكن قطارات المترو الأوتوماتيكية في العاصمة الدنماركية تعمل 24 ساعة يومياً، وتربط بين 39 محطة نظيفة وأنيقة.
وقع الاختيار على هذا المترو كأفضل مترو في العالم في عدة مناسبات من قبل متخصصي السكك الحديدية العالمية للمترو، وقد نقل أكثر من مليار مسافر منذ افتتاح القسم الأول منه في عام 2002.
يتسم نظام مترو كوبنهاغن بتصميمه البسيط والعملي، كما يتصف بالهدوء على عكس أنظمة المترو الأقدم والأكبر.
مترو باريس
مع وجود 308 محطات في 16 خطاً معظمها داخل حدود العاصمة الفرنسية، يقدم مترو باريس عدة مناظر هي الأكثر شهرة في العالم منذ عام 1900.
سواء كنت تعبر نهر السين أو بالقرب من برج إيفل أو تتجول بين أسطح المباني الفولاذية التي تعود إلى أوائل القرن العشرين، فإن المترو يمكنه أن ينقلك في رحلة إلى أبرز المعالم السياحية في باريس؛ لذلك فإنه يعد جزءاً من النسيج الثقافي للمدينة لربطه بين المعالم المشهورة عالمياً والمتاحف والمعارض الفنية.
يُعرف المترو بمظلات المدخل المميزة على طراز الفن الحديث التي صممها المهندس المعماري إكتور غيمار، فضلاً عن التصميمات على البلاط الأبيض للمحطات الجوفية، والحديقة الاستوائية الوحشية، ما يشكل تبايناً جذاباً مع الأنفاق.
مترو أنفاق لندن
يعتبر مترو أنفاق لندن، أول خط سكة حديدية تحت الأرض في العاصمة البريطانية إذ افتُتح عام 1863، ويعتبر رمزاً ثقافياً عالمياً في هندسة النقل والتصميم لأكثر من قرن، ويظل واحداً من أعظم شبكات المترو في العالم حتى الآن.
وعلى الرغم من اسمه المرتبط بكلمة الأنفاق، فإن 55 في المئة من نظامه يوجد فوق سطح الأرض، كما توسع نظام المترو ليخدم 272 محطة على مسافة 400 كيلومتر مكونة من 11 خطاً، ليستخدمه نحو 4 ملايين من سكان لندن وزائريها.
مترو سيئول
عند استخدام مترو الأنفاق، غالباً ما تفقد القدرة على الاتصال بالإنترنت، لكن العاصمة الكورية الجنوبية لها رأي آخر.
بما يتناسب مع المظهر التكنولوجي المتطور لمدينة سيئول، يمكن لمستخدمي مترو سيئول مواصلة المكالمات الهاتفية وتصفح الإنترنت دون انقطاع تحت الأرض أثناء استخدام مترو الأنفاق، أو مشاهدة التلفزيون على الشاشات المثبتة في جميع أنحاء القطارات.
كما تمتاز قطارات مترو الأنفاق التابعة لمترو سيئول بمقاعدها المدفأة لتسهيل رحلات التنقل والسفر في الشتاء، كما تُعرف بنظافتها وفاعليتها وأسعارها التنافسية.
افتُتح الخط الأول لمترو سيئول عام 1974، ومنذ ذلك الوقت واكب التطور التكنولوجي وجذب مخططي النقل الحضري من جميع أنحاء العالم.
وتشكل الخطوط التسعة الآن واحدة من أكبر شبكات المترو في العالم، إذ تغطي 312 كيلومتراً و288 محطة، وتنقل ما يقرب من سبعة ملايين مسافر يومياً.
(بن جونز – CNN)