عُثر على تيتانيوم مزيف وُزع بوثائق مزورة في طائرات بوينغ وإيرباص التجارية، وتقوم إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية وشركات تصنيع الطائرات والشركة الموردة سبيريت آيرو سيستمز لتصنيع هياكل الطائرات الأميركية، بالتحقيق فيما إذا كانت هذه المكونات تشكل خطراً على سلامة الجمهور.
تأتي هذه التحقيقات التي أوردتها صحيفة نيويورك تايمز لأول مرة يوم الجمعة، كأحدث ضربة لصناعة الطيران التي شهدت مؤخراً سلسلة من المشكلات المتعلقة بالجودة والسلامة، جاء التحقيق بعد اكتشاف ثقوب صغيرة في المواد، يُعتقد أنها ناجمة عن التآكل، وفقاً لتقرير الصحيفة.
أكدت إدارة الطيران الفيدرالية وبوينغ أنهما تحققان في الأمر، وقالت بوينغ إن الأجزاء المشكوك فيها تأتي من مجموعة محدودة من الموردين، وأن الاختبارات التي أُجريت حتى الآن أشارت إلى استخدام سبائك التيتانيوم الصحيحة.
وقالت بوينغ «لضمان الامتثال، نقوم بإزالة أي أجزاء متأثرة من الطائرات قبل التسليم، تحليلنا يظهر أن الأسطول الحالي يمكن أن يستمر في الطيران بأمان».
وأوضحت شركة سبيريت أن التحقيق ينظر في الوثائق المزورة التي سمحت بدخول التيتانيوم المشكوك فيه إلى سلسلة التوريد.
وقال جو بوتشينو، المتحدث باسم شركة سبيريت «عندما تم تحديد ذلك، تم حجز جميع الأجزاء المشتبه بها وإزالتها من إنتاج الشركة.. وتم إجراء أكثر من 1000 اختبار لتأكيد الخصائص الميكانيكية والمعدنية للمواد المتأثرة لضمان استمرار صلاحية الطيران».
وأكدت إيرباص أنها على علم بالموقف، وقالت في بيانها «تم إجراء العديد من الاختبارات على الأجزاء القادمة من مصدر التوريد نفسه، وهي تظهر أن صلاحية طائرة A220 للطيران لا تزال سليمة».
وقالت إدارة الطيران الفيدرالية إنها تحاول تحديد التداعيات الأمنية للطائرات التي تم تصنيعها باستخدام الأجزاء المعنية، ومن غير الواضح عدد الطائرات التي تحتوي على أجزاء مصنوعة من المواد المشكوك فيها، وفقاً لما ذكرته الصحيفة التي قالت إن من بين الطائرات التي تحتوي على الأجزاء طرازات بوينغ 737 ماكس و787 دريملاينر وإيرباص 220.
وقالت الإدارة في بيان «أبلغت بوينغ الإدارة طوعاً بشأن شراء المواد من موزع قد يكون زوّد بسجلات مزورة أو غير صحيحة، وأصدرت بوينغ نشرة توضح طرقاً ينبغي أن يكون الموردون على دراية بها بشأن احتمال وجود سجلات مزورة».
إلى جانب إثارة المخاوف بين الركاب بشأن سلامة الطيران، فإن القائمة المتزايدة من المشكلات لصناعة الطيران قد قللت من قدرة الطائرات المتاحة للطيران؛ ما أدى إلى زيادة أسعار تذاكر الطيران في مواجهة الطلب القوي على السفر الجوي عالمياً.
أكثر المشكلات خطورة وعالية الشهرة تتعلق ببوينغ التي شهدت حادثتي تحطم قاتلتين لطائرة 737 ماكس بسبب عيب في التصميم في عامي 2018 و2019؛ ما أسفر عن مقتل 346 شخصاً، وأدى إلى إيقاف الطائرة لمدة 20 شهراً، وفي الآونة الأخيرة، انطلقت سدادة باب طائرة 737 ماكس تابعة لشركة ألاسكا إيرلاينز في 5 يناير؛ ما أجبر الطائرة على الهبوط بوجود ثقب كبير في جانبها.
كما واجهت إيرباص مشكلات في بعض المحركات التي تسببت في إيقاف بعض طائراتها المملوكة لشركات طيران مختلفة.
(كريس إيزيدور CNN)