من المُرجح أن تنخفض تسليمات تسلا في الربع الثاني من عام 2024 بنسبة 6%، وهي المرة الأولى التي تسجل فيها أكبر شركة لصناعة السيارات الكهربائية انخفاضاً لربعين متتاليين، إذ تتعرض لمنافسة شديدة في الصين وتباطؤ الطلب بسبب عدم وجود إصدارات جديدة بأسعار معقولة.

ووفقاً للتقديرات، قامت الشركة بتسليم نحو 438 ألف سيارة في فترة من أبريل إلى يونيو، وفقاً لمتوسط ​​تقدير يعتمد على توقعات 12 محللاً استطلعت LSEG آراءهم، سبعة منهم خفضوا توقعاتهم في الأشهر الثلاثة السابقة.

ومن المتوقع أن تعلن الشركة المصنعة للمركبات الكهربائية النتائج يوم الثلاثاء المُقبل.

وفي شهر مايو، تخلت شركة تسلا عن هدفها المتمثل في تسليم 20 مليون سيارة سنوياً بحلول عام 2030 في أحدث تقرير لها، وهو تغيير كبير بعد أن روّجت لسنوات لهدف نمو سنوي طويل الأجل بنسبة 50% لعمليات تسليم السيارات الكهربائية.

اصطدمت شركة تسلا بـ«مطب» بعد سنوات من النمو السريع جعلها شركة صناعة السيارات الأكثر قيمة في العالم، وكانت الشركة قد حذّرت في يناير الماضي من أن نمو التسليمات في عام 2024 سيكون «أقل بشكل ملحوظ» مع تراجع الدعم الناتج عن تخفيضات الأسعار المستمرة منذ أشهر.

وتحاول تسلا الاعتماد على تخفيضات الأسعار والحوافز وخيارات التمويل والإيجارات الأرخص لتصريف تكدس مخزون متزايد من المركبات مع تحول المستهلك إلى المركبات الهجينة الرخيصة التي تعمل بالبنزين والكهرباء.

وفي وقت سابق من هذا العام، أرجأ الرئيس التنفيذي إيلون ماسك خططاً لصنع سيارة كهربائية جديدة تماماً ورخيصة الثمن، وحوّل تركيز تسلا إلى سيارات الأجرة الآلية robotaxis، وهو مصدر قلق لبعض المستثمرين الذين يخشون من صعوبة انضباط وإتقان تكنولوجيا المركبات ذاتية القيادة، ومع ذلك صوَّت المستثمرون بأغلبية ساحقة لصالح حزمة الرواتب القياسية التي طلبها إيلون ماسك، والبالغة 56 مليار دولار، في الاجتماع السنوي للمساهمين الشهر الماضي.

وتتوقع شركة تسلا أن تكشف النقاب عن سيارة أجرة ذاتية القيادة في أغسطس، حيث تسعى إلى تعزيز اعتماد برنامج «القيادة الذاتية الكاملة»، لكن ليس من الواضح متى سيبدأ الإنتاج أو عدد المركبات التي سيتم تصنيعها.

وتوقع دان ليفي، المحلل لدى باركليز، انخفاضاً بنسبة 11% في تسليمات الربع الثاني، وهو أكبر انخفاض لشركة تسلا على الإطلاق، وقال «إن نتيجة التسليم الضعيفة يمكن أن تعيد الانتباه إلى المشكلات الأساسية الحالية في بيئة شركة تسلا».

وارتفعت أسهم تسلا بنسبة 6.1% يوم الاثنين بعد أن سجلت شركات صناعة السيارات الصينية، وعلى رأسها BYD مبيعات قوية في الربع الثاني، ولكن هذا الارتفاع يأتي بعد أن خسر سهم تسلا ربع قيمته هذا العام، ما جعله واحداً من أسوأ الأسهم أداءً على مؤشر ستاندرد آند بورز 500، على الرغم من توقعات ماسك في أبريل بأن تسلا ستكون قادرة على زيادة المبيعات هذا العام.

وخفض ماسك التكاليف من خلال عمليات التسريح الجماعي للعمال التي دمرت فريق الشحن الفائق في الشركة.

التصاميم قديمة

يتوقع بعض المحللين أن تسجل الشركة أول انخفاض سنوي في مبيعاتها هذا العام، كانت تسليمات الربع الأول (يناير- مارس 2024) قد سجلت انخفاضاً بأكبر قدر منذ ما يقرب من أربع سنوات وخالفت توقعات وول ستريت، وكانت مبيعات تسلا ضعيفة بشكل خاص في أوروبا، حيث انخفضت المبيعات بنسبة 36% في مايو، بسبب تراجع دعم السيارات الكهربائية وضعف الطلب من مشغلي الأساطيل، الذين شكلوا ما يقرب من نصف مبيعاتها في المنطقة العام الماضي.

وذكرت رويترز في مايو أن تسلا تعمل على استرضاء بعض شركات التأجير الأوروبية بعد أن أدت تخفيضاتها المتكررة في أسعار التجزئة إلى انخفاض قيمة أسطولها، وأدى بطء الخدمة والإصلاحات باهظة الثمن إلى تنفير عملائها من الشركات.

ومع قيام المنافسين في الصين بطرح نماذج أرخص، كانت تسلا بطيئة نسبياً في تقديم تصميمات جديدة إلى السوق، وفي أبريل قال ماسك إن تسلا ستقدم «نماذج جديدة» في وقت لاحق من هذا العام، بما في ذلك السيارات ذات الأسعار الاقتصادية، لكنه لم يقدم تفاصيل حول الأسعار.

وقامت تسلا بتحديث محدود في سيارتها السيدان موديل 3 أواخر العام الماضي، ولكن باقي التصميمات، سواء الأكثر مبيعاً أو السيارات الفاخرة لم تشهد تغييرات كبيرة منذ سنوات، كما بدأت الشركة تسليم الشاحنات السيبرانية Cybertrucks في أواخر العام الماضي، لكن ماسك لا يتوقع إنتاج السيارة بكميات كبيرة حتى عام 2025، كما أن الشاحنات تعاني مشكلات في الجودة وعمليات استدعاء.

(رويترز)