تعتزم كوريا الشمالية إعادة فتح السياحة الدولية بحلول نهاية عام 2024، بعد ما يقرب من خمس سنوات من إغلاق حدود البلاد بالكامل بسبب جائحة كورونا، حسب ما أعلنت شركتان سياحيتان لهما اتصالات بالدولة المعزولة.

أصدرت كل من شركة كوريو تورز ومقرها بكين وشركة كيه تي جي تورز ومقرها شنيانغ إعلانين منفصلين على الإنترنت يوم الأربعاء، قائلتين إنه سيسمح للمجموعات السياحية بزيارة مدينة سامجيون الجبلية، مسقط رأس الزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم جونغ إيل.

وقالت شركة كوريو تورز «لقد تلقينا تأكيداً من شريكنا المحلي بأن السياحة ستستأنف إلى سامجيون ومن المحتمل أن تستأنف إلى بقية البلاد رسمياً في ديسمبر كانون الثاني 2024»، مضيفة أنه سيعلن خط سير الرحلة النهائي والتفاصيل الإضافية في الأيام والأسابيع المقبلة.

وفي منشور منفصل على فيسبوك، قالت شركة كيف تي جي تورز أيضاً إنه سيتأكد التاريخ الدقيق للجولات في وقت لاحق، وحتى الآن ذكرت سامجيون فقط كواجهة متاحة للزيارة ولكننا نعتقد أن أماكن أخرى ستفتح قريباً.

وتقع سامجيون على الحدود الصينية وهي قريبة من أعلى قمة في شبه الجزيرة الكورية، جبل بايكتو، وهو بركان نشط ذو أهمية قصوى وأهمية تاريخية لكل من الكوريين الشماليين والجنوبيين، إذ يعتبر مهد الشعب الكوري.

جبل بايكتو والسياحة

إن زيارة قمة جبل بايكتو تشبه القيام برحلة حج دينية للكوريين الشماليين، وتعتبر سلالة «بايكتو» الأسطورية هي التي تمنح الشرعية لعائلة كيم الحاكمة.

وكانت سامجيون ذات يوم وجهة شهيرة للسياح الصينيين، الذين اعتادوا الوصول بالحافلات للمنطقة قبل انتشار فيروس كورونا، وأسهمت في دعم عائدات كوريا الشمالية من السياحة رغم العقوبات الدولية المفروضة على برامج بيونغ يانغ النووية والصاروخية غير القانونية.

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قام شخصياً بتفقد مواقع البناء داخل سامجيون في وقت سابق من شهر يوليو تموز المنصرم.

ولم تعلن وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية حتى الآن عن تغييرات تتعلق بإعادة فتح البلاد بسعة محدودة للزوار الأجانب، لكن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أشار في السابق إلى أنه سيعطي الأولوية للزوار من الدول «الصديقة»، بما في ذلك روسيا والصين.

ورحبت البلاد بنحو 100 سائح روسي في وقت سابق من هذا العام، إذ سافروا على متن طائرة تابعة لشركة طيران كوريو مملوكة لكوريا الشمالية من فلاديفوستوك.

لكن القيود الحدودية منذ الجائحة أجبرت معظم البعثات الدبلوماسية والمنظمات غير الربحية الدولية على الانسحاب من كوريا الشمالية، ما جعل الدولة الفقيرة التي يبلغ عدد سكانها نحو 25 مليون نسمة هي الأكثر عزلة منذ الحرب الباردة.

وتأتي إعلانات إعادة فتح السياحة بعد نحو شهر من زيارة كيم لموقع سياحي جديد على الساحل الشرقي للبلاد، في منطقة وونسان-كالما، وهي قيد التطوير حالياً.

ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن كيم قوله إن المنتجع سيُفتتح في مايو أيار 2025، بعد سنوات من تأخير البناء بسبب جائحة كورونا وعقوبات الأمم المتحدة.

(جاون باي ومايك فاليريو وويل ريبلي، CNN).