سجل حساب السفر لكوريا الجنوبية أكبر عجز له خلال النصف الأول من عام 2024، حيث ارتفعت النفقات على السفر إلى الخارج، وفقاً لبيانات صادرة عن بنك كوريا المركزي ومنظمة السياحة الكورية اليوم السبت.

سجلت كوريا الجنوبية عجزاً في حساب السفر بقيمة 46.6 مليار دولار أميركي خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2024، وهو الأعلى منذ عام 2018، حين بلغ العجز 7.83 مليار دولار، وارتفعت هذه الأرقام على خلفية زيادة السفر الخارجي للمواطنين الكوريين، وفقاً للبيانات.

في الفترة من يناير إلى يونيو، أنفق مواطنو كوريا الجنوبية 14.3 مليار دولار على السفر إلى الخارج، متفوقين بشكل كبير على 7.84 مليار دولار الذي أنفقه الزوار الأجانب في كوريا الجنوبية خلال الفترة نفسها.

تم تسجيل تراجع في عجز حساب السفر خلال النصف الأول من 2019 إلى 2.9 مليار دولار، وظل منخفضاً نسبياً حتى 2021 و2022 بسبب جائحة كوفيد-19، حيث بلغ 3.5 مليار دولار، لكن ارتفع العجز مجدداً إلى 8.5 مليار دولار في عام 2023 مع تخفيف القيود المتعلقة بالفيروس.

خلال النصف الأول من عام 2024، سافر نحو 14.02 مليون كوري جنوبي إلى الخارج، بينما زار نحو 7.7 مليون أجنبي كوريا الجنوبية.

السياحة في كوريا الجنوبية

تُعد كوريا الجنوبية واحدة من الوجهات السياحية الرائدة في آسيا، حيث اجتذبت عدداً كبيراً من الزوار بفضل ثقافتها الفريدة وتاريخها الغني، إلى جانب تكنولوجيا متقدمة ومناظر طبيعية خلابة.

وفقاً لبيانات منظمة السياحة الكورية، بلغ عدد السياح الأجانب الذين زاروا كوريا الجنوبية نحو 17.5 مليون سائح في عام 2019 قبل جائحة كوفيد-19، ما جعلها واحدة من أكثر الوجهات زيارة في العالم، وكان لهذا تأثير مباشر على الاقتصاد الكوري، حيث أسهم القطاع السياحي بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي.

خلال جائحة كوفيد-19، انخفض عدد السياح بشكل حاد، ما أثر على الإيرادات السياحية، التي تعد مصدراً مهماً للعملة الأجنبية في البلاد، ومع تخفيف القيود في عام 2023، شهدت البلاد تعافياً ملحوظاً في عدد السياح، ما أدى إلى زيادة في الدخل السياحي.

ومع ذلك، فإن الفارق الكبير بين نفقات المواطنين الكوريين على السفر إلى الخارج والإيرادات من السياح الأجانب أدى إلى تسجيل عجز في حساب السفر، كما هو موضح في بيانات بنك كوريا المركزي.