بعد بدء العمل الرسمي بقطار الرياض الأسبوع الماضي، تسري موجة من التفاؤل في جميع الأوساط، السكان والموظفين وأصحاب الأعمال حتى أصحاب السيارات؛ فهو سيوفر تكلفة على من يستقل التاكسي، ووقتاً على من يستقل سيارته الخاصة، وإنتاجية أكبر لأصحاب الأعمال والشركات، وضياعاً أقل للوقت.

CNN الاقتصادية استضافت الخبير الاقتصادي والرئيس التنفيذي لشركة رزين المالية محمد السويد، الذي يرى تغيراً في ديناميكية ثلاثة قطاعات مهمة بعد تشغيل القطار، وهذا ما قاله السويد لنا:

ماذا نتوقع من إطلاق قطار الرياض؟

أكاد أجزم أنني أسعد شخص في السعودية بسبب إطلاق مشروع قطار الرياض أخيراً، وذلك ليس لاستخدامه في مواصلاتي اليومية فقط، بل لمعرفتي بأنه نقطة تحول حقيقية لاقتصاد المدينة، ولاقتصاد البلاد ككل.

بغض النظر عن أي تصور لك لجودة وفاعلية القطار اليوم، خلال الفترة القادمة سيؤثر تشغيل القطار على ديناميكية قطاعات مختلفة في البلد من خلال عدة محاور، أستطيع اختصارها في ثلاثة محاور رئيسية؛ الاستهلاك الشخصي، وصناعة السياسات العامة، وسلوك القطاع الخاص تجاه النقل العام.

الأفراد بكل تأكيد سيتأثرون بشكل مباشر، وذلك من خلال وضع القطار جزءاً من قراراتهم الشخصية، وذلك من أجل رفع كفاءة معيشتهم في المدينة وتحسين جودة حياتهم، على سبيل المثال زيادة حجم التوفير في الوقت والمال للتسوق والتنقلات اليومية وزيادة الصرف على الأكل في المطاعم الفخمة.

في الجانب الآخر، صناع السياسات العامة سيفرض الواقع الجديد عليهم وضع قطار المدينة في الاعتبار عند عمل القوانين التشريعية أو اللوائح التنظيمية، وسيكون ذلك مدفوعاً من القيادة بشكل مباشر من خلال المجلس الاقتصادي وبرامج تحقيق الرؤية من جهة، ومن جهة أخرى سيتوفر لدى المؤسسات التشريعية والتنظيمية المختلفة بيانات وممارسات محلية تؤثر على عملية بناء مبررات المشاريع والمبادرات.

وأخيراً سيتغير موقف القطاع الخاص من النقل العام، فالنتائج التي يشاهدها على أرض الواقع وأثرها على مستوى المبيعات والأرباح ستجعل الشركات تعيد تخطيط أعمالها لاستغلال الفرص التي يوفرها النقل العام وتلافي مخاطر عدم مواكبة ذلك.

كما ترى، قطار الرياض يُعَد أول مشروع حيوي يطول أثره ديناميكية البلد بشكل كامل، لأنه سيكون مثل الشريان لقلب المدينة والبلد.