ماسك يتعهد بجعل تسلا «عظيمة مجدداً».. والمستثمرون يصدقونه «مؤقتاً»

ارتفاع سهم تسلا 50 في المئة منذ الانتخابات رغم انخفاض المبيعات السنوية في 2024. (CNN)
تسلا وإيلون ماسك
ارتفاع سهم تسلا 50 في المئة منذ الانتخابات رغم انخفاض المبيعات السنوية في 2024. (CNN)

رغم تراجع مبيعات تسلا لأول مرة سنوياً في 2024، وتراجع حصتها في السوق العالمي لصالح منافسين مثل بي واي دي الصينية، فإن المستثمرين لا يزالون يراهنون على مستقبل الشركة.

قفز سهم تسلا بنسبة 50 في المئة منذ الانتخابات الأميركية في 5 نوفمبر 2024، مدعوماً بتوقعات بأن الشركة ستستفيد من علاقة إيلون ماسك القوية بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكن في المقابل تراجعت أسهم تسلا بنسبة 4 في المئة يوم الخميس بعد الإعلان عن انخفاض مبيعاتها في ألمانيا بنسبة 59 في المئة في يناير كانون الثاني 2025 مقارنة بالعام السابق، وفقاً لبيانات الهيئة الفيدرالية الألمانية للنقل البري.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ماسك يعد بـ«عام ملحمي»

في مؤتمر المستثمرين الأخير، تجنب ماسك الحديث عن الأداء المالي الضعيف، وركز بدلاً من ذلك على الترويج لمستقبل تسلا في السيارات الذاتية القيادة والروبوتات البشرية والروبوتات التاكسي.

وتوقع ماسك أن تصبح تسلا قريباً أكثر قيمة من أكبر خمس شركات سيارات مجتمعة، مشيراً إلى أن تحقيق ذلك سيكون صعباً لكنه ممكن، كما وعد بأن عام 2026 سيكون نقطة تحول للشركة، خاصة مع بدء مبيعات روبوت «أوبتيموس» الذي يعتقد ماسك أنه قد يحقق عائدات تتجاوز 10 تريليونات دولار سنوياً.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

ورغم وعود ماسك، شكك بعض المحللين في هذا الصعود المفاجئ لسهم تسلا. كتب محلل السيارات في جي بي مورغان، رايان برينكمان، في مذكرة للمستثمرين «ارتفاع سهم تسلا لا علاقة له تماماً بالأداء المالي للشركة في الربع الأخير أو بآفاق نموها في العام المقبل».

الذكاء الاصطناعي والسيارات الذاتية القيادة

يراهن المستثمرون على وعود ماسك بأن سيارات تسلا ستتحول إلى تاكسي ذاتي القيادة بالكامل، إذ يمكن للمالكين تأجير سياراتهم لكسب المال أثناء عدم استخدامها، ما سيغير اقتصاديات ملكية السيارات بالكامل.

لكن هذه الوعود ليست جديدة، ففي عام 2016 وعد ماسك بأن ميزة القيادة الذاتية الكاملة (FSD) ستسمح للسيارات بقيادة نفسها من الساحل الشرقي إلى الغربي في الولايات المتحدة بحلول نهاية 2017، وهو ما لم يحدث. وفي 2019، وعد بأن خدمة روبوتاكسي ستكون جاهزة في 2020، لكنها لم تُطلق حتى الآن.

وفي أكتوبر تشرين الأول 2024، كشف ماسك عن نموذج «Cybercab»، سيارة كهربائية ذاتية القيادة بالكامل لا تحتوي على مقود أو دواسات، مدعياً أنها قد تتمكن من القيادة دون إشراف بشري قبل نهاية العام، لكن في مكالمته الأخيرة مع المستثمرين اعترف بأن جميع سيارات تسلا الحالية تحتاج إلى تحديث صعب ومكلف في الأجهزة حتى تتمكن من تحقيق القيادة الذاتية الحقيقية.

الضغوط التنظيمية وتأثير سياسات ترامب على تسلا

تواجه تسلا تحديات أخرى، إذ أعلن الرئيس دونالد ترامب عزمه إلغاء الإعفاء الضريبي البالغ 7,500 دولار على السيارات الكهربائية، ما قد يجعل سيارات تسلا أقل قدرة على المنافسة أمام السيارات التقليدية.

كما تستفيد تسلا حالياً من المليارات من بيع اعتمادات تنظيمية لشركات السيارات التي لا تزال تعتمد على الوقود الأحفوري، لكن إدارة ترامب تخطط لتخفيف قوانين الانبعاثات، ما قد يقلل من الطلب على هذه الاعتمادات ويؤثر سلباً على إيرادات تسلا.

هل يظل ماسك ملتزماً تجاه تسلا؟

لطالما عرف عن ماسك أنه رجل متعدد المشاريع، إذ يقود سبيس إكس، ذا بورينغ كومباني، نيورالينك، ومنصته الاجتماعية إكس، لكنه الآن أكثر انشغالاً من أي وقت مضى، خاصة مع دوره المتزايد في السياسة الأميركية إلى جانب ترامب.

في أوقات الأزمات السابقة، مثل زيادة الإنتاج في مصنع تسلا، كان ماسك يعيش في المصنع ويعمل لساعات طويلة، لكن هذه المرة يبدو أنه يركز أكثر على السياسة والذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي.

ورغم كل ذلك، لا يزال المستثمرون يراهنون على ماسك، حتى لو كان تاريخه مليئاً بالوعود غير المنفذة، وكما قال ماسك نفسه في مؤتمره الأخير «أنا أميل لأن أكون متفائلاً قليلاً بشأن الجداول الزمنية».