أصابت الأسواق حالة من الجدل بعدما أدلى اثنان من أبرز قادة الاقتصاد الأميركي بتصريحات متناقضة عن القطاع المصرفي.

البداية كانت بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بنحو ربع نقطة، يوم الأربعاء، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد الاجتماع «إن مدخرات جميع المودعين آمنة».

لكن في الجانب الآخر من العاصمة واشنطن، أدلت وزيرة الخزانة جانيت يلين بشهادتها في اليوم ذاته أمام لجنة في الكونغرس قائلة «إنها لا تفكر في ضمان جميع الودائع»، ثم أشارت يوم الخميس إلى استعداد الحكومة الفيدرالية لاتخاذ المزيد من الإجراءات لوقف عدوى البنوك إذا لزم الأمر للحد من المخاطر النظامية.

رسائل مختلطة

أصابت التصريحات المتناقضة مستثمري وول ستريت بالحيرة، الذين عكفوا طوال أسابيع على البحث عن أدلة قاطعة حول حالة القطاع المصرفي وما تعنيه الأزمة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في حربه ضد التضخم.

يقول الرئيس التنفيذي ورئيس قسم المعلومات في «تاتل كابيتل مانجمنت»، ماثيو تاتل، «إن تلك التصريحات تعكس الافتقار إلى القيادة من الأشخاص يجب أن يكونوا قادة، لذلك عليهم تصحيح مسارهم».

بحلول نهاية الأسبوع، انخفض مؤشر «إس آند بي 500» القياسي بنحو 1.7 في المئة يوم الأربعاء، وفي يوم الخميس، ارتفع المؤشر بنحو 1.8 في المئة قبل تقليص مكاسبه إلى 0.3 في المئة.

جاءت هذه المرونة مدفوعة جزئياً بإشارة بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى توقفه مؤقتاً عن رفع أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، لكن الأزمة المصرفية المتطورة بددت الرؤية الواضحة لما يمكن أن يخطط له البنك المركزي.

ومن الآن فصاعداً، فإن الاضطراب المصرفي هو مجرد عامل واحد تجب مراعاته عند التفكير في كيفية عمل الأسواق.

ماذا يعني هذا للمستثمرين؟

سعى المستثمرون إلى تأمين أموالهم، فكانت العملات المشفرة والذهب الملاذ الآمن لمواجهة الاضطرابات المصرفية.

يقول كبير الاقتصاديين في «إنتراكتيف بروكرز» وخبير اقتصادي سابق في مؤسسة التأمين الفيدرالية، خوسيه توريس «إنه يجب أن يكون هناك بعض الألم الاقتصادي على الجانب الآخر، وسيكون هناك إخفاقات مصرفية إضافية -وهي سمة مشتركة من فترات الركود- يمكن أن نشهدها مستقبلاً، وقد تضطر البنوك التي لا تملك إدارة مخاطر جيدة إلى الخضوع».

قال خبراء الاستثمار إن الأسواق لا تتجه على الأرجح إلى الانهيار، من المحتمل أن تظل الأسهم عالقة في التداول، حتى يعترف البنك المركزي بارتكابه خطأ، أو يبدأ التجار حركة البيع وفقاً لنظرتهم إلى الأوضاع الاقتصادية.

مشكلة تاريخية

رجحت رئيسة استراتيجية الاستثمار في «صوفي تكنولوجيز»، ليز يونغ، أن يصيب سوق الأسهم المزيد من الألم، متوقعة تحول البيانات الاقتصادية في الأشهر المقبلة، وقالت «كما رأينا على مدى العديد من الدورات التاريخية، بمجرد أن تتحول البيانات الاقتصادية، فهذا يعكس مرحلة ما قبل تأكيد الركود».

يقول خبراء الاقتصاد إن الولايات المتحدة تتجه على الأرجح إلى التباطؤ هذا العام مع استمرار بنك الاحتياطي الفيدرالي في شن حرب ضد التضخم، ما يؤثر سلباً على معدلات البطالة على سبيل المثال.

وعلى الرغم من أهمية احتواء الاضطراب المصرفي بالنسبة للأسواق والاقتصاد، فإنه جزء واحد فقط من معادلة معقدة، في الوقت لا تتضح فيه الأمور حول كيفية صمود القطاع المصرفي، خاصة مع زيادة المخاوف إثر تراجع أسهم بنك «دويتشه» يوم الجمعة.

كتبت- كريستال هور (CNN)