يهدد انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب الأوكرانية عبر موانئ البحر الأسود، الدول الأكثر فقراً في العالم ممن يعاني مواطنوها من معدلات تضخم مرتفعة، وتغيرات مناخية، وصراعات.

قال الكرملين يوم الاثنين إن روسيا ستنسحب من الاتفاق؛ بسبب عدم تلبية مطالبها بتعزيز صادراتها من الحبوب والأسمدة.

وتشكو روسيا أيضاً من عدم وصول كميات كافية الحبوب المشحونة إلى الدول الأكثر فقراً، وتقول الأمم المتحدة إن الاتفاق أفاد هذه الدول من خلال المساعدة في خفض أسعار الأغذية أكثر من 20 في المئة على الصعيد العالمي.

في أعقاب الإعلان عن انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب الأوكرانية، قالت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، نجوزي أوكونجو إيويالا على حسابها الرسمي بموقع «تويتر» إنها تشعر بخيبة أمل عميقة لانتهاء اتفاق حبوب البحر الأسود، الذي وصفته بأنه ضروري لضمان استقرار أسعار الغذاء العالمية.

ونشرت «تجارة البحر الأسود في الغذاء والأعلاف والأسمدة أمر بالغ الأهمية لاستقرار أسعار الغذاء العالمية، من المحزن أن نقول إن الفقراء والدول الفقيرة هم الأكثر تضرراً، دعونا نبقِ الأمل حياً بشأن التجديد».

ارتفاع أكبر لأسعار الحبوب

من جهته، قال كورير سينج أويه، وكيل وزارة الشؤون الخارجية الكينية لرويترز «إن أسعار الأغذية التي سجلت مستويات قياسية مرتفعة بالفعل سترتفع أكثر من ذلك، وتعاني كينيا أيضاً بسبب أسوأ موجة جفاف تشهدها منطقة القرن الإفريقي منذ عقود».

وأضاف «السلع التي كان سعرها على سبيل المثال جنيها أو جنيهين ستتكلف الآن أربعة جنيهات، ستتضاعف الأسعار».

بدوره، أوضح شاشوات ساراف مدير الطوارئ في شرق إفريقيا بلجنة الإنقاذ الدولية إن الآثار ستكون بعيدة المدى في الصومال وإثيوبيا وكينيا التي تتعرض جميعها من أسوأ جفاف بمنطقة القرن الإفريقي منذ عقود.

وأسهم اتفاق حبوب البحر الأسود الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو تموز من العام الماضي، في خفض أسعار الأغذية العالمية، وسمح لمنظمات الإغاثة بالحصول على مئات آلاف الأطنان من الأغذية في وقت تتزايد فيه الاحتياجات ويشح فيه التمويل.

منذ فبراير شباط الماضي، مرت اتفاقية الصادرات من الحبوب الأوكرانية بأوقات عصيبة، إذ دعت أوكرانيا المجتمع الدولي إلى مطالبة الاتحاد الروسي بالتوقف الفوري عن تقويض اتفاقية حبوب البحر الأسود، وإلغاء الحظر المفروض على الملاحة التجارية المتوجهة إلى الموانئ الأوكرانية، واستخدام الغذاء كسلاح.

وأظهرت بيانات تجارية من الأمم المتحدة أن الصومال تسلمت 84 ألف طن من القمح من أوكرانيا في 2022، لترتفع من 31 ألف طن في 2021، وذلك في ظل تكثيف المانحين مساعداتهم للتصدي لمجاعة تلوح في الأفق في مناطق بعينها.

ووفقاً لأحدث تقارير الأمم المتحدة، فالاتفاقية منذ توقيعها سمحت بتصدير نحو 31.5 مليون طن من الحبوب التي شملت الذرة، وزيت عباد الشمس، والقمح، وغيرها، إضافة إلى أكثر من 1600 سفينة عبر البحر الأسود، كما توجهت نحو 55 في المئة من الصادرات الغذائية إلى البلدان النامية.

كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال لمجموعة من الزعماء الأفارقة، في يونيو حزيران الماضي، إن صادرات أوكرانيا من الحبوب التي تخضع لاتفاق يضمن مرورها الآمن عبر البحر الأسود لا تساعد في حل مشكلات إفريقيا المتعلقة بارتفاع أسعار المواد الغذائية عالمياً، مضيفاً أن ثلاثة في المئة فقط من هذه الصادرات تذهب لأكثر البلدان فقراً، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.